والاكتظاظ والتدافع بين المواطنين، مظاهر زادت في تخوفات وزارة الصحة والحكومة من تسجيل موجة ثانية من فيروس الكورونا، المرحلة الأولى من الحجر الموجه كانت مختلفة عن مرحلة الحجر الصحي الشامل التي تمّ خلالها تسجيل نتائج ايجابية، حيث لم تسجل البلاد لمدة 6 أيام أية إصابة فيما تراوحت الاصابات في بقية الأيام بين إصابة واحدة و6 إصابات والمعركة لم تنته ضدّ هذا الوباء والأسبوعان القادمان يعتبران مفصليان في هذه الحرب وحسب تعبير سمير عبد المومن عضو اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا فإن الأسبوعين القادمين بمثابة الربع الساعة الأخيرة للتحكم في مصير الفيروس.
أكد سمير عبد المومن عضو اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا لـ«المغرب» أن المرحلة الأولى من الحجر الصحي الموجه تمّ خلالها تسجيل حالات تسيب كبيرة وان الأسبوعين القادمين إلى غاية 4 جوان المقبل بمثابة الربع الساعة الأخير الفاصل في الحرب التي تقودها البلاد ضدّ هذا الوباء، معربا عن أمله في أن تتحسن الأوضاع وخاصة انضباط المواطنين بتطبيق الإجراءات والتدابير الوقائية المتمثلة بالأساس في التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وغسل الأيدي، ليشدد على أن الوضع الوبائي مازال خارج السيطرة لاسيما بعد حالة الإصابة التي تمّ تسجيلها في ولاية المهدية وهي عدوى محلية مصدرها مازال مجهولا إلى حدّ الآن ومن شأنها أن تتسبب في تسجيل حالات عدوى أخرى.
حالات إصابة غير مفهومة
وفق سمير عبد المومن فإن حالة أخرى تعود لامرأة حامل قادمة من الجم تعتبر إصابتها غير مفهومة وقد اختلطت بعدة أشخاص كما أنها توجهت لمستشفيين وبالتالي فإن نتائج اللقاءات والاختلاطات التي قامت بها غير واضحة، إضافة إلى ذلك فإن عمليات إجلاء التونسيين العالقين مازالت متواصلة، حتى أن الإصابات الأخيرة المسجلة يعود أغلبها لحالات وافدة ولحسن الحظ هي في الحجر الصحي الإجباري. وأضاف عضو اللجنة أنه لا بدّ في الفترة القادمة من رفع درجات الحيطة واليقظة والحذر وإذا تواصل تحسن الوضع الوبائي سيتم تخفيف الحجر الصحي وإعادة فتح الولايات ولاية ولاية ومن الممكن فتح 6 أو 7 ولايات في غضون الأسبوع القادم شريطة مزيد تحسن المؤشرات الوبائية ولكن إذا تواصل هذا التسيب وهذه الخروقات فإنه من الممكن الوصول إلى لا ما تحمد عقباه وتسجيل نتائج كارثية وعزل الولايات.
وعي المواطنين
كما أفاد عبد المومن أن البلاد ستدخل يوم 25 ماي الجاري في المرحلة الثانية من الحجر الصحي الموجه ولذلك لا بدّ من مزيد تضافر الجهود للانتقال إلى المرحلة الثالثة بسلام، مبرزا أن نسبة تطبيق الإجراءات الوقائية تختلف من جهة إلى أخرى، فهناك ولايات وجهات ملتزمة ومنضبطة نسبيا لهذه الإجراءات في حين هناك ولايات أخرى لم تلتزم وغير معترفة أصلا بوجود الوباء وخاصة في الجنوب، إذ تواصلت حركات التنقل بشكل عادي وأيضا التجمهرات وهي تصرفات غير معقولة وغير مقبولة أمام الإمكانيات المادية التي تمّ تخصيصها لمجابهة الوباء وأيضا الخسائر المالية الكبرى المسجلة، مشددا على ضرورة وعي المواطنين بخطورة الوضع والالتزام خاصة بقواعد التباعد الجسدي وارتداء الكمامات.
تزايد حالات الشفاء
الأسبوعان القادمان مفصليان في مصير التحكم في فيروس الكورونا بالتزامن مع تزايد حالات الشفاء ويمكن أن تصل النسبة 100 % مع المتابعة الحينية والدقيقة لأوضاع الوافدين من الخارج ويمكن القول إن البلاد في هذه الوضعية قد تحكمت في الفيروس، حسب تأكيد عضو اللجنة الذي شدد على ضرورة عدم التراخي خاصة وأن ارتفاع نسبة العدوى بين الأشخاص تبقى دائما لتفادي تكرار الحالة التي تمّ تسجيلها خلال شهر مارس الفارط، فوعي المواطنين هو الضامن الأبرز للتحكم في انتشار الفيروس.
1045 حالة إصابة و862 حالة شفاء
ويذكر أن وزارة الصحة أعلنت في بلاغ لها أمس أنه بتاريخ 20 ماي 2020، تمّ إجراء 1234 تحليلا مخبريا (المخبر المرجعي بمستشفى شارل نيكول: 38 تحليلا، مخبر معهد باستور تونس: 142 تحليلا، مخبر مستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير: 187 تحليلا، مخبر مستشفى فرحات حشاد بسوسة: 96 تحليلا، مخبر مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس: 129 تحليلا، مخبر المستشفى العسكري: 642 تحليلا)، من بينها 66 تحليلا في إطار متابعة المرضى السابقين ليبلغ بذلك العدد الجملي للتحاليل 43723.
وأضافت أنع تم تسجيل 07 تحاليل إيجابية، 06 منها لحالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس و01 حالة إصابة جديدة محلية ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس، وذلك بعد التثبت من المعطيات وتحيينها، 1045 حالة موزعة كالآتي: 862 حالة شفاء و47 حالة وفاة و136 حالة إصابة لا زالت حاملة للفيروس وهي بصدد المتابعة من بينها 3 حالات مقيمة حاليا في المستشفيات.