ووزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني، ووزير الثقافة محمد زين العابدين. الأسئلة الشفاهية تمحورت بالأساس حول شبهات فساد في عدد من المنشآت الرياضية بالإضافة إلى إستراتيجية وزارة الشؤون الدينية لتحسين ظروف الحجيج، وكذلك حول دعم قطاع الثقافة.
انطلقت الجلسة العامة من خلال توجيه الدفعة الأولى من الأسئلة التي وجهت بالأساس إلى وزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني، حيث تساءل النائب عن كتلة حركة نداء تونس عماد أولاد جبريل عن دور الوزارة في مكافحة الإرهاب والفساد. كما وجه النائب من غير المنتمين نور الدين بن عاشور سؤالا شفاهيا حول وجود شبهات فساد صلب اللجنة التنفيذية السابقة للنادي الرياضي أولمبيك باجة، الذي لم يقدم تقاريره المالية لمدة سنتين متتاليتين.
مراقبة التمويلات الأجنبية للجمعيات الرياضية
وفي هذا الإطار، قالت ماجدولين الشارني أن وزارة الشباب والرياضة تعتبر من أولى الوزارات التي وضعت استراتيجية لمكافحة الإرهاب والفساد، على غرار إطلاقها العديد من المشاريع في المناطق. كما أضافت أن الوزارة أوقفت عملية دفع أقساط بعض الجمعيات الرياضية المشتبه في فسادها واختلاسها. كما أكّدت الشارني أن الوزارة تعاملت بجدية وصرامة مع ملفي الفساد والإرهاب اللذين يعدان من بين الأولويات الوطنية، مؤكدة على أن هذا الأمر مكّن الوزارة من التحقيق في العديد من الملفات واتخاذ قرارات تندرج ضمن إصلاحات كبرى تهم مجالي الرياضة والشباب. وقالت الشارني إنّ الرياضة القتالية بإمكانها أن تكون بابا من الأبواب المفتوحة لتجنيد المقاتلين، وهو ما دفع الوزارة إلى تشديد المراقبة على القاعات الرياضة الخاصة. وأضافت أنّ الوزارة تعمل أيضا على مكافحة تبييض الأموال عبر مراقبة التمويلات الأجنبية للجمعيات وللتظاهرات الرياضية، وأقرّت بتفاعل حوالي 70 بالمائة من الجمعيات الرياضية مع مشروع الوزارة في هذه النقطة، فيما سيتم منع 30 بالمائة الآخرين من التمتع بالمنح.
تحسين ظروف الحجيج التونسيين
الدفعة الثانية من الأسئلة الشفاهية وجهت بالأساس إلى وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم، حيث وجهت النائبة عن كتلة حركة النهضة ليلى وسلاتي بوصلاح سؤالا حول كيفية تحسين ظروف الحج، بالإضافة إلى سؤال من قبل النائبة عن نفس الكتلة جميلة دبش كسيكسي حول إستراتيجية الوزارة في تحسين ظروف تنقل المسنين إلى الحج. وفي هذا الإطار، قال عظوم أن هناك تقصيرا على مستوى توعية الحجيج بظروف أداء فريضة الحج وما يتطلبه من مجهود خاصة فيما يتعلق بالتنقل من عرفات الى منى، مشيرا إلى أن الوزارة ستأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة خلال الموسم القادم. كما بين أن تكاليف الحج ستكون مفصلة بداية من السنة الحالية حتى يتعرف الحجيج على مجالات صرف الاموال التي دفعوها.
كما أكد الوزير أن السلطات السعودية تجاوبت مع طلب الترفيع في أعضاء مكتب شؤون حجاج تونس بالبقاع المقدسة من 430 عضوا إلى 500 خلال موسم 2018، والترفيع في عدد الحجاج التونسيين من 10347 خلال السنة المنقضية إلى 10982 خلال الموسم القادم. وبين أن الوزارة قامت بالترفيع في الميزانية المخصصة للحج من 350 ألف دينار خلال السنة الماضية إلى 420 ألف دينار في العام الحالي، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بتوفير الوسائل اللوجستية لتأطير الحجيج في تونس وأثناء الرحلة وكذلك في البقاع المقدسة. وبخصوص التهم المتعلقة بوجود شبهة فساد في تنظيم الحج، قال عظوم إن أجهزة الرقابة موجودة وهي المخولة للنظر في هذه المسائل وإذا ثبت أن هناك فسادا فسيتم تتبع المسؤولين قضائيا.
حول دعم الكتاب التونسي
وفي الأخير، تصدى وزير الثقافة محمد زين العابدين لسؤالين شفاهيين موجهين من قبل النائبة عن الكتلة الديمقراطية ريم الثائري حول إستراتيجية الدولة للتوفيق بين التونسي والكتاب والترويج للكتاب التونسي، وأيضا حول المقاييس والمعايير الموضوعية التي يتم من خلالها إسناد الدعم للأعمال الفنية خصوصا السينمائية منها. كما وجه النائب عن الكتلة الديمقراطية نعمان العش سؤالا شفاهيا حول شبهات فساد في ما يتعلق بملف دعم الورق وشراءات الكتب.
وفي رده على تساؤلات النواب، أكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين أن النهوض بقطاع الكتاب التونسي يعتبر من أولويات الوزارة من خلال تشخيص منظومة انتاج الكتاب وترسيخ قيم واليات حسن التصرف والتسيير والحوكمة الرشيدة، بما يساعد على المحافظة على المال العام وإحكام توجيه الدعم المخصص لهذا القطاع إلى مستحقيه وتوسيع قاعدة المبدعين المستفيدين. وأضاف أن تونس وضعت خلال سنة 2017 برنامج «تونس مدن الآداب والكتاب»، بهدف مصالحة الكتاب التونسي مع القارئ وتشجيع الإقبال على المطالعة والعمل على تطوير اقتناءات المكتبات العمومية والجهوية مبينا انه تم خلال هذه السنة تخصيص 1300 ألف دينار لاقتناء 655 عنوان تونسي استفاد منها68 ناشرا و68 مؤلفا إضافة إلى تخصيص 360 ألف دينار لاقتناء 23 مجلة ودورية ثقافية. وبيّن أن الوزارة رصدت حوالي 900 ألف دينار لدعم الورق الموجه لنشر الكتاب الثقافي الموجه للطفل ومن المنتظر أن تتم مضاعفة الميزانية المخصصة لدعم الكتاب التونسي خلال سنة 2018 لتصبح 2.6 مليون دينار مقابل 1.3 مليون دينار سنة 2017.