حل آخر أو بديل من أجل إعادة التوافق إما بإعادة فتح باب الترشحات أو إجراء عملية انتخابية ثالثة.
بالرغم من انعقاد لجنة التوافقات على امتداد يوم كامل بين رؤساء الكتل البرلمانية، إلا أن الدخان الأسود ينبعث مجددا من قبل مجلس نواب الشعب، ليعلن عدم توصل رؤساء الكتل البرلمانية إلى أي اتفاق أو توافق جديد مقارنة بعملية التصويت الأولية أول أمس. العملية بدت شبيهة بالمجمع المغلق التي تعتبر الطريقة الرسمية لانتخاب بابا الكنيسة الكاثولوكية، فالجميع اليوم ينتظر الدخان الأبيض للتعرف على رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات القادم الذي سيكون إما نبيل بفون الذي تحصل في الجلسة الفارطة على 76 صوتا أو أنيس الجربوعي المتحصل على 78 صوتا.
جلسة رمزية
الجلسة العامة المخصصة لانتخاب أحد العضوين بحضوره كانت عملية رمزية فقط، باعتبار أن الأمر محسوم سلفا، حيث لا تزال كل من حركة النهضة والجبهة الشعبية والكتلة الديمقراطية تساندان نبيل بفون لرئاسة الهيئة، في حين تشبثت كل من كتلة حركة نداء تونس والكتلة الحرة لمشروع تونس والكتلة الوطنية وآفاق تونس والاتحاد الوطني الحر المترشح أنيس الجربوعي. حتمية إجراء انتخابات في دورة ثانية لاختيار أحد العضوين بدت حتمية باعتبار أنه حسب الفصل 6 من القانون الأساسي المحدث للهيئة ينص على أن يتم انتخاب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في الجلسة العامة من بين المترشحين من الأعضاء التسعة المنتخبين، على أن يتم التصويت في الجلسة العامة لانتخاب الرئيس في دورة أولى بالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس، وإذا لم يتحصل أي من المترشحين على هذه الأغلبية في الدورة الأولى وهو ما حصل أول أمس إذ لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على 109 صوتا، يتم التصويت في دورة ثانية لانتخاب رئيس الهيئة بنفس الأغلبية من بين المترشحين الاثنين المحرزين على أكبر عدد من الأصوات في الدورة الأولى.
البحث عن الحلول
انسداد الأفق من جديد، وامتداد مسلسل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات منذ أواخر شهر جويلية الفارط إلى حد اليوم، جعل الكتل البرلمانية تتفق على أن تتم إعادة فتح باب الترشحات لرئاسة الهيئة من جديد تفاديا لمزيد من التعطيل ويرمي بذلك المجلس الكرة في ملعب الهيئة، خصوصا وأن آخر أجل لإجراء عملية القرعة المتعلقة بتجديد ثلث أعضاء الهيئة يوم 8 أكتوبر القادم. ويأتي هذا القرار على إثر عدم وجود اي نص قانوني ينص ويقر بذلك أو ينفيه، فالفصل المتعلق بانتخاب رئيس الهيئة وأعضائها لم يتطرق إلى حدود عمليات الانتخاب. هذا الأمر قد يفتح سيناريو جديدا أمام معضلة هيئة الانتخابات، وهي إمكانية تجديد أعضاء الهيئة قبل انتخاب رئيس الهيئة الأمر الذي يسهل العملية برمتها بالنسبة للبرلمان. هذا وقد اعتبر رئيس كتلة حركة نداء تونس سفيان طوبال ان استمرار الخلافات بين الكتل ليس مردّه انتماءاتهم السياسية وانما عامل التجربة فهناك من يعتبر انه يجب أن يتم انتخاب نبيل بفون لأنّ له تجربة ست سنوات وهناك من يري أنه يجب انتخاب عنصر جديد لإعطاء روح جديدة للهيئة.
تأجيل مرة أخرى
الدورة الثانية انطلقت بحضور 109 نائبا، وهو ما يؤكد عدم حصول أية مرشح على الاصوات الكافية، حيث فشلت الجلسة العامة مرة أخرى في تحديد إسم رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، بالرغم من ارتفاع عدد أصوات نبيل بفون مقارنة بالجلسة السابقة، حيث تحصل يوم أمس على 73 صوتا، في حين تراجع عدد الاصوات بالنسبة للمترشح أنيس الجربوعي 68 صوتا. وفي هذا الإطار، أعلن رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر أن مكتب المجلس سيجتمع في القريب العاجل من أجل النظر في هذه المسألة وتحديد جلسة أخرى في الغرض.
الاحتمالات تبقى مفتوحة في ظل غياب نص قانوني يحدد المسألة، حيث إما إعادة فتح باب الترشحات من جديد أو إعادة دورة انتخابية جديدة بين المرشحين الاثنين في حالة وجود توافق.