مع غياب التوافق وتواصل الخلاف بين الكتل البرلمانية: تأجيل الجلسة العامة المخصصة للمصادقة على مشروع قانون الانتخابات والاستفتاء

بعد إعلان انطلاقة النقاش بخصوص مشروع القانون المتعلق بالانتخابات والاستفتاء في الجلسة العامة يوم أمس، تفاجأ الجميع مرة أخرى بتأجيلها إلى الأسبوع القادم نتيجة انسداد أفق التوافق حول مقترحات الحكومة حيث ان تمسك الكتل البرلمانية بمواقفها لم يمكن الجلسة العامة من المصادقة على مشروع القانون.

بعد طول انتظار، استأنف مجلس نواب الشعب النقاش حول مشروع القانون المتعلق بالانتخابات والاستفتاء بالرغم من عدم التوافق حول الفصول الخلافية والمتعلقة بالأساس بتشريك القوات الحاملة للسلاح أي الأمنيين والعسكريين في الانتخابات البلدية والجهوية، بالإضافة إلى مسألة العتبة بين من يرى أنه يجب التخفيض فيها من 3 % إلى 2 %. إلا أن انطلاقة الجلسة العامة المخصصة للمصادقة على مشروع القانون اقتصرت على الإعلان عنها فقط، دون الخوض فيها، باعتبار أنه مع إعلان رئاسة المجلس الانطلاق في المناقشة دخل رؤساء الكتل مباشرة في التفاوض فيما بينهم.

محاولات عديدة سبقت الجلسة العامة من أجل التوافق خصوصا بعد تقديم الحكومة لمقترح جديد يتعلق بتشريك القوات الحاملة للسلاح، إلا أن التوافق لم يحصل وهو ما أجبر كافة الكتل البرلمانية على اللجوء إلى آلية التصويت لتكون الفيصل أمام مشروع القانون. ويتمثل مقترح الحكومة في تعديل الفصل السادس من مشروع القانون بما يجعله لا يتضمن الفقرات المتعلقة بتشريك الأمنيين والعسكريين، وإفرادهم في فصول مستقلة إضافية يمكن هذه الفئة من المشاركة في الانتخابات، وذلك حتى لا تؤثر عملية التصويت على مشروع القانون برمته.

خلافات بين الكتل
الكتل البرلمانية لم تتوافق فيما بينها بخصوص تشريك الأمنيين والعسكريين، حتى صلب الكتلة نفسها خصوصا في كتلتي حركتي نداء تونس والنهضة، وهو ما آخر انطلاقة الجلسة العامة.
غياب التوافق إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أمس، نتيجة تعنت حركة النهضة في التمسك بموقفها السابق والمتمثل في رفض تشريك القوات الحاملة للسلاح في الانتخابات البلدية والجهوية رفقة الكتلة الديمقراطية، مقابل انشقاق المواقف صلب كتلة حركة نداء تونس ومساندة بقية الكتل البرلمانية لمقترح تشريك الأمنيين والعسكريين.

اللجوء إلى التصويت يبدو أنه خيار اثار مخاوف الكتل من حصول أية مفاجأة وهو ما جعل الخلاف متواصلا نتيجة غياب التوافق بالرغم من تدخل رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر لحسم الخلاف مع رؤساء الكتل، إلا أن المقترحات التي قدمتها الحكومة لم يتم تدارسها إلى حد الآن أو التوافق حولها وهو ما جعل رؤساء الكتل يطلبون تأجيل الجلسة العامة. وفي الأخير أعلن النائب الأول لرئيس المجلس عبد الفتاح مورو خلال الجلسة العامة تأجيلها ليوم الثلاثاء القادم، إلى حين التوافق بخصوص المقترحات الحكومية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115