انطلاقها يوم 16 جانفي إلى حدود يوم 23 جانفي 2023، عبر فريق متكوّن من 255 ملاحظ على المدى الطويل منتشرين في كل الدوائر الانتخابية داخل الجمهورية (131 دائرة للدور الثاني). حيث تمّ تدريبهم وتأهيلهم وفق منهجية علميّة منظمة وباستعمال مجموعة من الاستمارات التي تم إعدادها خصيصا لملاحظة الأنشطة الميدانية للمترشحين في إطار حملاتهم الخاصة بانتخابات الدور الثاني 29 جانفي.
وقد سجّلت شبكة مراقبون في هذه الفترة مجموعة من الملاحظات تتمثل أهمها في نسق ضعيف للأنشطة الميدانية للحملة، ومنعدم تماما في عدد كبير جدا من المعتمديات خاصة التي لم يصعد منها أي مترشح للدور الثاني دوائرهم الانتخابية، كما أن أكثر من 70% من الحملات كانت من صنف توزيع المطويات والتواصل المباشر مع الناخبين في الأسواق والأماكن العامّة واقتصار أغلب البرامج والوعود والبيانات الانتخابية على بعد محلي وجهوي.
أما في الجانب التنظيمي أعلنت هيئة الانتخابات يوم 15 جانفي الجاري النتائج النهائية للدور الأول لانتخابات 17 ديسمبر 2022، انطلقت سريعا، يوم الموالي لذلك مباشرة، في الحملة الانتخابية الخاصة بالدور الثاني. بشكل إجمالي، من الملاحظ أن الهيئة قد اتخذت عدة إجراءات جديدة تهدف، حسب القائمين عليها، إلى دفع نسبة المشاركة نظرا لضعف الإقبال خلال الدورة الأول. حيث أعلنت الهيئة على سبيل المثال تخصيص فضاء إلكتروني يهدف إلى التعريف بالمترشحين إضافة إلى تنظيم مناظرة تلفزية بينهم واستعمال دور الشباب للتعريف أكثر ببرامج المترشحين عن طريق حلقات يشرف عليها الشباب.
وأضافت شبكة مراقبون أن الإعداد لهذه الإجراءات شابها عدة نقائص وإخلالات، من ذلك عدم التعريف بها وبالخطة الاتصالية بشكل مسبق حتى يتم حسن استخدامها من قبل المعنيين بالدور الثاني. علاوة على ما أعلنته الهيئة من أن الأسئلة التي سيتوجه الى المترشحين يجب أن تندرج في إطار برامجهم الانتخابي، وهو ما يضرب بشكل واضح إحدى أهم مقومات الحملة الانتخابية المتمثلة في حرية العمل الصحفي والخط التحريري لوسائل الإعلام.