للطب الدقيق بالمغرب العربي، الذي يتواصل تنفيذه منذ جوان 2022، حسب ما أفادت به منسقة المشروع، الدكتورة في الطب الجزيئي والباحثة بمعهد باستور تونس، يسر حمدي. وأوضحت حمدي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن تونس باعتبارها منسقة المشروع بالبلدان المعنية (تونس والمغرب والجزائر) ستتولى قبل انتهاء مدة المشروع الذي يمتد على سنتين، انجاز تجربة نموذجية خاصة بسرطان الرئة، على أن يقع لاحقا تعميم هذه التجربة على عدة أمراض أخرى.
وتشمل هذه التجربة النموذجية لعلم الأورام الدقيق حول سرطان الرئة 450 مريض سيقع إخضاعهم لعملية تقطيع جيني من أجل تحديد الخصائص الجينية لأورامهم بما يمكن من تشخيص أفضل للمرض ووصف العلاج المناسب، وفق ذات المصدر. وأضافت أخصائية الطب الجزيئي إن مشروع الطب الدقيق بالمغرب العربي الممول من الوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية بقيمة 1 مليون أورو يهم الطب الدقيق أو ما يعرف بالطب المشخصن الذي يتولى تقديم علاج للمرضى حسب خصائص جسمه وجيناته، وذلك بعد أن يتولى الطبيب المعالج القيام بالتشخيص الجيني لفهم الخصائص الجينية للمريض ليصف له العلاج المناسب بعد ذلك.
وذكرت أن الطب الدقيق أو الطب المشخصن له عدة مزايا منها العلاجية والوقائية من خلال إنجاز تشخيص جيني يساعد على الوقاية لبقية أفراد العائلة ومعرفة الخلل الجيني في شجرة العائلة الوراثية لتفادي ظهور العديد من الأمراض. ولاحظت أن أهمية المشروع تكمن في أنه سيتيح لتونس تلافي التأخر في الطب الدقيق الذي عرف منذ عشر سنوات ثورة في العالم بسبب تطور علم الوراثة وعلم الجينوم البشري والبيولوجيا الجزئية بالتوازي مع التطورات التكنولوجية، قائلة إن "الطب الدقيق أضحى روتينا في المجال الطبي في الدول المتقدمة". وستتولى تونس خلال فترة المشروع تقييم الإمكانيات في مجال الطب الدقيق والوقوف على النقائص وتكوين الأطباء والباحثين الشبان في الطب الجزئي في تونس وخارجها واقتناء التجهيزات اللازمة، الى جانب وضع خطة أو خارطة طريق من أجل بلورة إستراتيجية وطنية وإقليمية في مجال الطب الدقيق