شعار «الحمامات لعشاق الحياة», هذا ما أعلنت عنه منيرة منيف مديرة المهرجان في إطار الندوة الصحفية التي انعقدت يوم الثلاثاء 3 جويلية 2018 بأحد نزل الحمامات.
حضرعدد كبير من الإعلاميين والصحفيين والمثقفين هذا اللقاء الذي كان متبوعا بحفل استقبال على شرف الضيوف على انغام موسيقى الثلاثي الموسيقي شيماء قدور على القانون و نجد بونوارة على العود ونعيم بن عبد الله في الإيقاع .
أكدت مديرة الدورة خلال الندوة الصحفية أن مهمة كامل هيئة المهرجان شكل تحديا بالنسبة لها باعتبارها أول امرأة في تاريخ المهرجان تتقلد هذه المسؤولية.
وأفادت في نفس الوقت بأن هذا المنصب يعتبر تكريما من طرف وزارة الثقافة لمسيرتها المهنية الطويلة في المجال الثقافي.
اعتبرت منيف أن الأهم في هذه الدورة هو اعطاء الفرصة للشباب الموهوب الذي لم يصعد على ركح مهرجان دولي في السابق, مضيفة أنه ليس للمهرجان هاجس تجاري بالأساس بل اتاحة الفرصة للمبدع والجمهور للتلاقي و تقديم الفرصة لهذا الشباب الحالم.
هذا وقد تدخلت كل من اقبال الحمزاوي المستشارة الموسيقية وعضوة هيئة المهرجان لتوضيح البرمجة الموسيقية وكذلك المسرحية شاكرة الرماح عضو هيئة المهرجان والمستشارة فيما يتعلق بالمسرح والكوريغرافيا...
واعتمدت البرمجة على عملية التنويع بين «الجاز» و«الريغي» و«الفادو»... وانفتاح هذه الانماط الموسيقية على التطور والتطوير والتبادل الثقافي, مشيدة بالفنان المتوسطي و الافريقي, الذي يحمل تجارب فنية مذهلة.
أما فيما يتعلق بالعروض المسرحية, قالت منيف إن الدورة هدفها التواصل مع قامات أسست للمسرح التونسي و أجيال لاحقة مثابرة صاحبة رقي فني عال.
وصرحت المديرة العامة للمهرجان بأنها دورة «التحدي» بالنظر إلى المدة التي أعدت فيها هذه الدورة و برمجتها, فكل التعبيرات الفنية جاهزة.
العروض المسرحية
ومن أهم محطات البرمجة المسرحية أيضا الاحتفال بخمسينية فرقة الكاف و تكريم للراحل المنصف السويسي بالعرض الاول لمسرحية «القادمون».
وتواصلا لما عهدناه, يظل مهرجان الحمامات الدولي فضاء مسرحيا تقدم فيه أهم التجارب التونسية والعالمية, فسيكون الافتتاح مسرحيا بآخر إنتاج للمسرح الوطني التونسي ; مسرحية «خوف» لجليلة بكار و فاضل الجعايبي.
كما تفتتح الدورة 54 لمهرجان الحمامات الدولي, المجال لتجارب مسرحية رائدة و مختلفة, و في هذا الإطار يتنزل عرض «الهربة» لغازي الزغباني من إنتاج فضاء الأرتيستو, و بين «حياة و موت» لهالة عياد من إنتاج التياترو, و «فريدوم هاوس» لشادلي العرفاوي, و «أنا برشا» لمجد مستورة, أربع تجارب لمبدعين تونسيين تؤسس لمسرح تونسي رائد مختلف و متنوع.
كما تستضيف هذه الدورة إنتاجا ايطاليا متميزا من إخراج «بيبود دالبونو», و هو عرض يعتمد على تقنيات الفرجة و الإبهار لطرح فلسفة الألم.
ومن أهم محطات البرمجة المسرحية أيضا الاحتفال بخمسينية فرقة الكاف و تكريم للراحل المنصف السويسي بالعرض الاول لمسرحية «القادمون» عن ديوان الزنج لعزالدين المدني و من إخراج سامي النصري.
عروض موسيقية...علاقة الحاضر بالماضي
عروضّ تجمع بين التراث والتجديد, و بين الالتزام و الابداع, وبين النضال والمتعة, على غرار عرض «فاح العنبر»بين نجم الموسيقى الاندلسية وكاهن معبد المالوف التونسي زياد غرسة و من قسنطينة محمد عدلان الفرقاني
ويؤثث مهرجان الحمامات هذه السنة عروضا تجمع بين التراث و التجديد, و بين الالتزام و الابداع, و بين النضال و المتعة, على غرار عرض «فاح العنبر»بين نجم الموسيقى الاندلسية و كاهن معبد المالوف التونسي زياد غرسة و من قسنطينة محمد عدلان الفرقاني, وعرض للفنان للفنان اللبناني الملتزم الكبير مرسال خليفة.
كذلك عرض لـ «ديفا الشرق جاهدة وهبه» مصحوبة بالفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الأسود, بالاضافة الى عرض للفنانة هبة طوجي بادارة موسيقية لأسامة الرحباني.
«نساء و نصف» هو ايضا عرض موسيقي جديد يقدم لاول مرة على ركح مسرح مهرجان الحمامات الدولي بمناسبة عيد المرأة للفنانة التونسية شهرزاد هلال.
عروض موسيقية شبابية
و اختارت الدورة 54 لمهرجان الحمامات الاعتماد على عروض موسيقية ممزوجة بروح شبابية وبموسيقى الكترونية مكسوة بكلمات نقدية لإيصال رسائل معينة و طرح قضايا المجتمع من حرية و حقوق وغلاء للمعيشة, بأسلوب فريد من نوعه مثل العرض المبرمج للفنان «توماس دي بروكوري», وأحد أعلام الريغي الجماييكي «بروتوج», والصربي أمير كوستوريكا صحبة بقية فريق أركسترا «ممنوع التدخين», و«ماء شفاف» للثلاثي «عمر سوزا وسيكوكايتا وكوستافو أوفاليس».
الاعتماد على عروض موسيقية ممزوجة بروح شبابية وبموسيقى الكترونية مكسوة بكلمات نقدية لإيصال رسائل معينة وطرح قضايا المجتمع.
في نفس النمط الموسيقي نجد الهادئة «فايا يونان» و المبدع الاسباني المختص في آلات النفخ «كارلوس نونياز», و عروض أخرى للمجموعة المصرية «وسط البلد», وزياد الطرودي في «طريق المقام», وسفيرة الفن الافريقي «دوبي قناهوري» و«نردستان» لوليد ووداد بن سليم, وسفيان السعيدي في «مازلدا» الذي ينتج أغان ممزوجة بين «الفانك» و الشعبي المصري وموسيقى بوليود, وعرضا للبرتغالي صاحب الروح العاشقة «كاماتي».
كما قدمت هذه الدورة من المهرجان صنفا آخر من الإبداع الموسيقي, ألا وهي التجارب الموسيقية المجددة على غرار عرض «2018yinna» للتونسي زهير قوجة, و«نحب البلاد» بقيادة الاوركسترا المعاصر لهشام العماري, و«من النوى» لجهاد الخميري ومحمد علي شبيل, و«هلواس» لنور حركاتي ومجموعة «أيتما»’ وعرض للطبوع التونسية «عروق» لبدر الدين الدريدي, وطريق المقام لزياد الزواري, وعرض اخر لمزيج من موسيقى سطمبالي «دندري» لمحمد الخشناوي, وفريق «يوما» للثنائي رامي الزغلامي وصابرين الجنحاني.
الاختتام.. مع سفيرة الغناء العربي
كل هذه العروض التي ستضيء الدورة 54 مهرجان الحمامات الدولي ستختتم بعرض للفنانة التونسية غالية بن علي, التي لقبت بسفيرة الغناء العربي, والتي تشتغل على نصوص صوفية وقصائد عربية قديمة وحديثة.
اختار مهرجان الحمامات الدولي في دورته 54 أن يثبت تمسكه بالهوية التونسية, فالافتتاح تونسي من خلال مسرحية «خوف» والاختتام أيضا تونسي بعرض لغالية بن علي, وهي رسالة أرادت هذه الدورة أن تبعثها إلى عشاقها أن الفنان التونسي يجب أن يلقى الدعم حتى و إن كان معنويا خلال أكبر التظاهرات الثقافية.