بين نداء تونس والحكومة: التمسك بإزاحة الشاهد والبحث عن تحالفات للفوز برئاسة البلديات

تحاول حركة نداء تونس في خضم التطورات الأخيرة بداية من تعليق العمل بوثيقة قرطاج 2

وصولا إلى خطاب رئيس الحكومة يوسف الشاهد على الوطنية الأولى واجتماع المنسقين الجهويين، إعادة خلط أوراقه من جديد بالرغم من الصراعات الداخلية الموجودة صلبه وذلك من أجل ضمان النجاح في الاستحقاقات الانتخابية القادمة أي انتخابات 2019 وتعويض فشله في الانتخابات التشريعية في ألمانيا ثمّ الانتخابات البلدية والتي خسر فيها حوالي مليون صوت من ناخبيه، ليحمل صورة الفشل إلى الحكومة وبالتحديد إلى الشاهد، فشل تمّ الإجماع عليه في اجتماع المنسقين الجهويين للنداء في نهاية الأسبوع الفارط بناء على تقييم قامت به الحركة لعمل الحكومة.

أمام مزيد تأزم الخلاف بين الشاهد والمدير التنفيذي للنداء حافظ قائد السبسي والذي تحول إلى صراع علني وحرب كلامية بين الطرفين وحالة الانتظار والقلق لدى العديد من الفاعلين في الساحة السياسية خاصة ردّ فعل رئيس الجمهورية، فإن نداء تونس يعكف على ترتيب بيته الداخلي واستقطاب وجوه جديدة لإعادة التموقع من جديد لاسيما وأنه يعتبر نفسه بالرغم من فوزه في الانتخابات السابقة لم يتحصل على وزنه الحقيقي الذي يستحقه وفي المقابل فإن اللوم يلقى عليه، فشل العمل الحكومي والأزمة التي تمر بها البلاد.

تمسك بتغيير الحكومة ورئيسها
خلال اجتماعهم، عبر منسقون جهويون للنداء عن دعمهم المطلق لمواقف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الرئيس المؤسس للحزب ولمحتوى وثيقة قرطاج 2، والتمسك بضرورة تفعيل النقطة 64 من الوثيقة والمتعلقة بتغيير الحكومة. وأكدوا في البيان الصادر عن الاجتماع استنكارهم لحملات التشويه والتشكيك التي طالت الحزب. كما دعوا المكتب التنفيذي للحزب إلى الانعقاد في أقرب الآجال للنظر في مقترح المنسقين الجهويين المتعلق بتجميد عضوية كل من ثبت انحرافه عن الخط السياسي للحزب مهما كان موقعه. هذا وذكرت حركة نداء تونس، في بيان أصدرته أمس على إثر غرق سفينة على متنها عشرات من التونسيين والأجانب في رحلة إبحار خلسة، أنها تعترف «بجزء من المسؤولية في فشل كل الطبقة السياسية في إعادة الأمل لفئات من الشعب التونسي انسدت أمامهم الآفاق وفقدوا الثقة في مستقبل بلدهم». وأضافت الحركة في بيانها أنها تمد يدها بهذه المناسبة لكل الفاعلين السياسيين والمدنيين في البلاد لتقاسم مشروع إنقاذ وطني عاجل يخرج البلاد من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

المنسق الجهوي لحركة نداء تونس بزغوان مروان بويدة أكد لـ«المغرب» أن الاجتماع قد حضره الأغلبية، 25 تنسيقية، باستثناء تنسيقيتين، مشيرا إلى أن المشاركين في الاجتماع اجمعوا على فشل الحكومة وتغييرها وهو ما تمّت ملامسته في الحملة الانتخابية في البلديات من خلال تصريحات عدد من الناخبين كون نداء تونس لم يفعل شيئا رغم أنه الحزب الحاكم، لوم كبير على الحزب تمّ نقله إلى قيادة الحزب والتي قررت التخلي عن الشاهد وحكومته. ويشار إلى أن تنسيقية النداء بالقصرين رغم مشاركتها في اجتماع التنسيقيات الجهوية وإمضائها البيان إلا أنها نظمت أمسية رمضانية بعنوان «استمرارية الشاهد على رأس الحكومة انتصارا للدولة وضمانة لتحقيق برامجها الوطنية» .

ترتيب الأمور الداخلية
رئيس اللجنة القانونية لنداء تونس مراد دلش بين بدوره في تصريح لـ»المغرب» أن الحركة تعكف حاليا على الاستعداد جيدا للشوط القادم للانتخابات البلدية من خلال تنصيب المجالس البلدية وانتخاب رؤساء البلديات والتحاور مع القائمات المستقلة لتكوين هذه المجالس بالتحالف معها والدخول بذلك في الشوط الثاني بأكثر رؤساء بلديات وحسب التوقعات فينتظر أن تتصدر الحركة الطليعة في عدد رؤساء البلديات، ذلك ّأن العديد من القائمات المستقلة قد اتصلت بالحركة وعبروا عن نيتهم الانضمام إلى الحزب. كما أضاف دلش أن الحركة تعكف أيضا بالتوازي مع ذلك على تنظيم أمورها الداخلية والاستعداد للمؤتمر ومناقشة الهيئة التي ستتولى الإعداد والبرنامج وضبط التواريخ المثلى والانخراطات. استعدادات فنية منكبة الحركة عليها بالرغم من الأزمة السياسية التي تمّ افتعالها بسبب وثيقة قرطاج 2. وأشار إلى أن الحركة تفاعلت مع هذه الأزمة حسب ما تقتضيه مصلحة البلاد عبر التوافقات والحوار والتمسك بخيارات رئيس الجمهورية باعتباره الرئيس المؤسس وراعي وثيقة قرطاج والمهم حاليا هو البحث عن الآليات المناسبة لتغيير هذا الواقع المتردي وإحداث نقلة على مستوى السياسات الاقتصادية والاجتماعية.

لجنة لتقييم عمل الحكومة
كما أوضح دلش أن تقييم عمل الحكومة كان سلبيا وهذه المسألة تهم جدا الحركة باعتبار أن الحكومة غالبيتها من النداء والذي سيتحمل كالعادة وزر الحكم رغم أنه ليس الطرف الوحيد المشارك فيها بل كذلك النهضة ..، مشيرا إلى أن النداء لم يتحصل على الوزن الحقيقي الذي يستحقه كي تتمّ محاسبته وهذه النقطة الخلافية القائمة حاليا. هذا وأبرز محدثنا أن الأرقام تكشف فشل الحكومة وهناك لجنة تمّ تشكيلها للقيام بتقييم العمل الحكومي على ضوء المقترحات المتضمنة في وثيقة قرطاج 2 ليشدد على أن هناك مستجدات بخصوص تعليق العمل بالوثيقة وسيتم الإعلان عنها قريبا من منطلق الحفاظ على مصلحة البلاد .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115