ويهدد هذا التطور بتجدد شقاق ظهر في عام 2014 بين قطر ودول خليجية أخرى بسبب مساندة الدوحة للإسلاميين ويشير إلى خلافات وراء الكواليس بين حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج بعد أيام من زيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة.ويمكن للخلافات بين دول الخليج العربية أن تثير تداعيات تتجاوز منطقتها الغنية بالنفط.واستخدمت قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة ثرواتها من النفط والغاز للتأثير في الأحداث في دول أخرى بالشرق الأوسط ويمكن أن تؤدي الخلافات بينها إلى تغير المناخ السياسي في ليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن.
وقالت الحكومة القطرية إنها بدأت تحقيقا فيما وصفته باختراق «من جهة غير معروفة» لوكالة الأنباء الرسمية التي نشرت تصريحات نسبت للأمير تميم تتعلق بالتعامل الأمريكي «العدائي» تجاه إيران.
وترددت أصداء هذا الخرق الذي تعرض له الموقع الرسمي لوكالة الأنباء القطرية، وحسابها على موقع تويتر، في قطر نفسها وعبر منطقة الشرق الأوسط.وكانت وكالة الأنباء القطرية (قانا) قد نشرت تصريحات نسبت للأمير تميم أشاد فيها بإيران باعتبارها «ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله».
وتعرض الأمير في تلك التصريحات المنسوبة إليه للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحركة المقاومة الإسلامية حماس.لكن وزارة الخارجية القطرية اتهمت «جهة غير معروفة» بالاختراق، مؤكدة أن القصة «لا أساس لها».ونفت وزارة الخارجية القطرية أيضا ما نسب من تصريحات لوزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على حساب الوزارة على موقع تويتر.
وكان قد نسب للوزير القول بأن «هناك مؤامرة لتشويه سمعة قطر من السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين، والكويت»، وإن الوزير أعلن «سحب سفراء قطر من هذه البلدان، وطلب من سفرائها مغادرتها خلال 24 ساعة».
وقال مصدر في وزارة الخارجية القطرية بأن الموقع الالكتروني لوكالة الانباء القطرية «تم اختراقه وتم نشر اخبار كاذبة وعارية عن الصحة ..وقد تمت السيطرة على الموقع الالكتروني للوكالة بعد ما يقارب الأربع ساعات».
ردود فعل غاضبة
وظهرت التصريحات المنسوبة للأمير تميم في وسائل إعلام في دول المنطقة، من بينها السعودية والإمارات.كما توقف بث محطة الجزيرة لفترة في دولة الإمارات، وليس من الواضح إن كان البث قد حظر عمدا.
ولم يتمكن مستخدمو الإنترنت في السعودية من الوصول إلى موقع المحطة على الإنترنت صباح امس الأربعاء.وسخرت وسائل إعلام سعودية من وصف التصريحات المنسوبة للأمير تميم لإيران بأنها «ضامن للاستقرار» في المنطقة.
ووصف محلل في قناة الإخبارية السعودية تلك التصريحات بأنها «مراهقة سياسية».وكان الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر قد قال إن «موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا) قد تم اختراقه ... ونسب تصريحا مفبركا لأمير البلاد ... وإن الجهات المختصة بدولة قطر ستباشر التحقيق في هذا الأمر لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل المشين».
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن متحدث باسم الحكومة القطرية قوله إن الأمير حضر مراسم تخريج دفعة من المجندين بالخدمة الوطنية، لكنه لم يدل بأي حديث أو تصريح.
والتقى الرئيس ترامب مع الشيخ تميم وزعماء مجلس التعاون الخليجي الآخرين خلال زيارته للسعودية يومي السبت والأحد، وجدد تأكيده على أن إيران راع رئيسي للإرهاب.وتنفي إيران تلك المزاعم وتقول إن السعودية تدعم جماعات متشددة مثل القاعدة وتنظيم «داعش» الارهابي. ولكن الرياض تنفي ذلك.
ونسب ما نشر في وكالة الأنباء القطرية ، للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر قوله إن «قطر تتعرض لحملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب».
وأضاف التصريح: «لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله».وشدد الشيخ تميم - فيما نشر «على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أمريكا و إيران في وقت واحد، نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي و إسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها».
وطالب الأمير مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين بـ»مراجعة موقفها المناهض لقطر».وجاء ذلك بعد أربعة أيام فقط من شكوى قطر علنا من أنها كانت هدفا لسيل من الانتقادات المنسقة من جانب أطراف غير معروفة قبيل زيارة ترامب، تزعم أن الدوحة تدعم جماعات إرهابية في الشرق الأوسط.
توتر في العلاقات
وشهدت العلاقات بين قطر ودول الخليج العربية الأخرى توترا استمر ثمانية أشهر في 2014 بسبب ما قيل عن دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين.
وكان الجدل حول جماعة الإخوان المسلمين، أكثر الجماعات الإسلامية نفوذا في العالم، هو لب الخلاف بين دول الخليج العربية في 2014 عندما سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة.وعاد السفراء بعدما قالت قطر إنها لن تسمح لجماعة الإخوان المسلمين باستغلالها.