ان الأمر جلل ، المطلوب اليوم ايقاف النزيف .
مع انحصار شروط تفعيل مبادرة حكومة الوحدة الوطنية لما شاهده مسارها من تعثر وانحراف وتوظيف.
وأمام إصرار بعضهم على التنصل من تحمّل مسؤولياتهم وتقديم كبش فداء والتعنت لمواصلة السير في طريق لا محالة مسدودة من شأنها أن تعرّض إدارة البلاد إلى ارباك والى شلل مع خطر تحول الأزمة إلى أزمة حكم مستعصي$.
كل ذلك في ظرف دقيق يتّسم خاصة بتدني منسوب ثقة المجتمع والرأي العام في قدرة السياسيين على التحكم في مجريات الأمور تأمينا لإنتقال ديمقراطي سلمي وتحصينا للبلاد من الأزمات والهزات.
فالمسؤولية اليوم والواجب الوطني يقتضيان دون تأخير، ما يلي :
- ترحيل القضايا المتعلقة ببناء التوافقات اللازمة للإصلاحات الكبرى وذات الأولوية والجامعة للأطراف السياسية والاجتماعية الرئيسية، الى أطرها الدستورية ومنحها الوقت المناسب لبلورتها والإتفاق حول منهجية وآليات انجازها .
- توضيح الأفق ورفع الإلتباس حول حكومة الحبيب الصيد التي أصبحت إثر المبادرة تعاني حالة شك وعدم استقرار وهي التي لم تحضى بواجب السند السياســي الكافي مـــن طرف الإئتـــلاف الحزبي الحاكم وتتحمل حركـــة نداء تونس الغــارقة في أزمتها، القسط الأوفر من غياب هذا السند .
وفي خصوص حكومة الحبيب الصيد المباشرة، وباعتبار ما أشرنا إليه فإن استعادتها لمكانتها في الداخل والخارج وانجازها للإستحقاقات العاجلة والمرحلية تستدعي تثبيتها وانفتاحها على الكفاءات بفريق متكامل ومنضبط مع ضرورة تحقيق الإنسجام بين مختلف مؤسسات الحكم كل في حدود مشمولاته الدستورية.
ونظرا للارتباط العضوي القائم بين هذه الأزمة وأزمة حركة نداء تونس المتواصلة قبل الإنتخابات وبعدها ، وباعتبار الحلقات المتتالية لأزمتنا المزمنة والتي تعود في أصلها الى الفشل في بناء مؤسسات حزبية ديمقراطية وافراز قيادة شرعية بعيدا عن الموالاة والإقصاء واحتكار الزعامة وهاجس التوريث.
وبعد ما لاحظه الجميع من تدن وسوء آداء مـن احتكر تمثيل نداء تونس دون أحقية ولا جدارة في التعامل مع أخطر أزمـة تمرّ بها البلاد منذ الإنتخابات ومن اخراج رديء لمشهد مشوه حوارات قرطاج حول حكومة الوحدة الوطنية .
فإن الأمـر يقتضــي ما يلـــي :
• أن تتحمل كل القيادات واطارات ومناظلي نداء تونس مسؤوليتها في فرض تخلي نجل الرئيس حافظ قائد السبسي عن أي موقع قيادي في الحركة .
• تكريس القيادة الجماعية للحركة دون اقصاء أو احتكار لإنقاذها وإعادة الثقة بها والامل لقواعدها وانصارها.
• الحسم الديمقراطي والتوافقي لتاريخ المؤتمر الإنتخابي وآليات انجازه.
• توفير الخطط والأطر الكفيلة بتفعيل دور الحركة من موقعها في الحكم وتقديم المبادرات واقتراح الإصلاحات بما تقتضيه من اسناد فعّال ومسافة نقد ضرورية.
• إحكام العلاقات بين القيادة السياسية والكتلة البرلمانية للحركة وفق مقتضيات الخصوصية والتكامل.
• فتح الأفق أمام حركتنا بتفعيل سياسة انفتاح على الكفاءات السياسية والخبرات الوطنية من المجالات الثقافية والأكاديمية والنقابية والحقوقية والمناضلين الدستوريين ومن مختلف التوجهات والتجارب، وعلى كل من يلتقي معنا في خياراتنا المنحازة للحداثة والوطنية
والديمقراطية.
أعضاء الهيئة السياسية لحركة نداء تونس
بوجمعة الرميلي ـ رضا بالحاج ـ خميس قسيلة ـ فوزي معاوية