انتخاب اللجنة المركزية والمكتب السياسي فإن النتائج المعلنة لا نعرف إلى حد اليوم هل هي رسمية أم لا، وكل شق يدافع عن موقفه من وجهة نظر يعتبرها صحيحة، نتائج أحدثت شرخا كبيرا في الحركة من خلال انعقاد اجتماعين موازين الأول في الحمامات والثاني في المنستير في نفس الوقت أي اليوم السبت 13 أفريل الجاري، الاجتماع الأول دعت إليه رئيسة المؤتمر سميرة بن قدور في الحمامات لانتخاب رئيس اللجنة المركزية للنداء اللجنة ومساعدين اثنين للرئيس، والاجتماع الثاني في المنستير دعا إليه 4 أعضاء لجنة المؤتمر وهم كل من عيسى الحيدوسي وعبد الجليل سالم ومصطفى القرواشي وخليفة العثماني وذلك لانتخاب رئيس اللجنة المركزية ومساعديه.
الخلافات والشقوق لم تقتصر على قيادات الحركة ولجنة المؤتمر بل انتقلت أيضا إلى الصفحات الرسمية بالفايسيبوك الناطقة باسم النداء، فالشق التابع لحافظ قائد السبسي يستغل الصفحة الرسمية للحزب للدفاع عن مواقفه ونشر التصريحات المؤيدة له فيما استغل الشق التابع لسفيان طوبال الصفحة الرسمية للكتلة البرلمانية للنداء، ولئن أكدت لجنة إعداد المؤتمر أن سميرة بالقاضي رئيسة اللجنة المنتخبة هي وحدها المخولة للتحدث باسم المؤتمر إلى حين استكمال أشغاله وأن الدعوات المشبوهة لأطراف تحاول التشويش على سير العملية الانتخابية من شأنها أن تضع أصحابها تحت طائلة القانون، فإنه بالنسبة للشق الآخر سيتم اليوم استئناف أشغال المؤتمر الانتخابي للحزب بالمنستير.
«لعبة خفية»
بعد إعلان الـ4 أعضاء التابعين للجنة المؤتمر والمذكورين آنفا خلال مؤتمر صحفي عقد أول أمس عن إسقاط القائمة التوافقية للمكتب السياسي الجديد بعد قبول الطعون المقدمة من جهة، وإعلان رئيسة المؤتمر عن تثبيت القائمة، تتالت التصريحات والتصريحات المضادة من الشقين، فالمجموعة التابعة لحافظ قائد السبسي على غرار ناجي جلول الذي أعلن انسحابه والمنجي الحرباوي وعبد الرؤوف الخماسي باتت تتحدث عن وجود «لعبة خفية» للهيمنة على الحزب ووفق تصريحات إعلامية لمنجي الحرباوي فإنه سيتم اليوم استئناف المؤتمر بالمنستير واستكمال تركيز اللجنة المركزية من خلال انتخاب الرئيس ونائبيه ليشدد على وجود محاولة مرور بالقوة ومغالطة للندائيين والندائيات وانحراف بمسار المؤتمر الناجح من قبل 4 أعضاء، واعتبر أن رئيسة المؤتمر سميرة بن قدور لم تعد محايدة وأصبحت منحازة لطرف على حساب آخر، في إشارة لشق سفيان طوبال الذي يحظى بدعم سلمى اللومي.
دعوتان
حسب الحرباوي فإنه بعد استكمال عملية تركيز اللجنة المركزية، سيتم حسب ما ينص عليه القانون الداخلي للحزب فتح باب الترشحات لعضوية المكتب السياسي يوم 25 أفريل الجاري وفق الشروط التي كانت الحركة قد أعلنت عنها مسبقا، مضيفا أن لجنة المؤتمر، (بطبيعة الحال دون رئيسة اللجنة) قد وجهت دعوة إلى أعضاء اللجنة المركزية لحضور اجتماع اليوم، ووجهت دعوة كذلك إلى رئيسة اللجنة سميرة بلقاضى، لكن في المقابل وجهت دعوة أخرى إلى اللجنة المركزية تحمل توقيع سميرة بالقاضي لاجتماع الحمامات معلنة عن وجود ترشحين اثنين لرئاسة اللجنة المركزية يخصان حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال.
كما وصف رؤوف الخماسي في تدوينة له على صفحته بالفايسبوك دعوة رئيسة المؤتمر إلى اجتماع لانتخاب رئيس اللجنة المركزية للحزب بـ «التصرف المرفوض من طرف يفترض أن يكون محايدا وتوافقيا وأنه يعكس وجود لعبة خفية للهيمنة على الحزب أو لشق صفوفه لفائدة جهات معينة»، مضيفا أن أياديهم ممدودة للجميع لتجاوز الخلافات وتفويت الفرصة على المتربصين بالحزب، داعيا كل أعضاء اللجنة المركزية إلى الالتحاق باجتماع بالمنستير وفاء لعهدهم للرئيس الباجي قائد السبسي ولحزبهم العتيد.
سبت حاسم
اليوم السبت سيكون حاسما بالنسبة لسفيان طوبال وحافظ قائد السبسي ولكن ما يمكن قوله إن الشقوق داخل النداء لنم تنته بل تعمقت في المؤتمر الذي لم يستطع تجميعها حكما أوصى بذلك الرئيس المؤسس الباجي قائد السبسي والسبب الصراع على الصفوف الأولى والسيطرة على الحزب، سبت حاسم على ما يبدو سيفرز قيادتين، الأولى في الحمامات والثانية في المنستير، وهو ما يثير التساؤل حول الاجتماع التي يمكن أن نعتبر نتائجه رسمية وقانونية بالنظر الى الصراعات والخلافات القائمة.