وخاصة ان تعلق الأمر برئيس الحكومة يوسف الشاهد، ثلاثة أيام بعدها يلعن رئيس الوطني الحر سليم الرياحي أنهم في حلّ من اي تحالف او التزام معه بل بات يطلب منه الرحيل عن القصبة والعودة لحزبه.
لا يبدو ان موقف حزب الاتحاد الوطني الحر المعلن عنه في أول أيام المجلس الوطني المنعقد يوم امس واليوم، سيعيد خلط الاوراق من جديد في الساحة، فسليم الرياحي، العائد لموقع الرئاسة حديثا، وحزبه قررا قطع التحالف بينهما وبين يوسف الشاهد رئيس الحكومة.
اسباب هذا القرار الجديد قدمها الرياحي على انها رفض للمشاركة في انقلاب ناعم، ورفض لتوظيف حزبه ونوابه في معارك خاصة، فالرياحي يرى ان الوطني الحر ليس اداة بل هو جزء هام من «مشروع سياسي منتظر» وهذا المشروع سيكون كبيرا.
من اجل هذا قرر الرياحي وفق قوله انه ‘’لا مجال لأن يكون الحزب طرفا في إنقلاب ناعم’’، في تلميح الى ان مشروع رئيس الحكومة هو انقلاب على النداء ومؤسسه الباجي قائد السبسي.
مشروع كان الرياحي جزءا منه قبل ساعات، وشاركت كتلة حزبه في تاسيس كتلة الائتلاف الوطني قبل ان يقرر الانسحاب منها باعتبارها تحولت الى نواة تأسيس حزب سياسي، صنفه على انه «حزب دولة» وهذا لا يقبل به الرياحي وحزبه. كما لا يقبلان إستعمال آليات الدولة لتكوين حزب رئيس الحكومة’’ الذي يتنبأ له بالفشل.
فشل لازم الشاهد، وفق الرياحي، في مهمته كرئيس للحكومة، وهو ما يقتضي اليوم ان يرحل من منصبه باعتباره ساهم في تازم الوضع السياسي ووصوله لمرحلة الكارثة التي يجب وضع حد لها في اسرع وقت.
الرياحي وهو يخاطب اعضاء المجلس الوطني لحزبه اعلمهم ان «رئيس الحكومة والمجموعة المحيطة به غير قادرين على تقديم الإضافة’’ لهذا فانه من الضروري تغيير الحكومة ووضع أشخاص لهم القدرة على التغيير» بعد ان كان خلال الأسبوع الفارط يناقش مع الشاهد نفسه تفاصيل التحوير الوزاري ويقدم قائمة الحقائب الوزارية التي يرغب بها الوطني الحر.
تطور الموقف السياسي للوطني الحر، من اصطفاف خلف الشاهد وحكومته الى الانتفاض عليه والدعوة لرحيله العاجل، ليس مرتبط بما أعلنه الرياحي من اكتشافات توصل اليها حزبه، فالرجل يدرك جيدا ان للشاهد طموحا سياسيا وانه يراهن على سنة 2019 لتحقيقها.
رهانات كان الرياحي عليما بها حينما التحق نواب كتلته بالكتلة الجديدة، وطوال الاسابيع الفارطة، حينما كان داعما للشاهد وحكومته ضد رئيس الجمهورية الذي التقاه قبل ايام من حواره مع قناة الحوار التونسي في 24 من سبتمبر الفارط.
صمت الرياحي ومن معه عن اسباب هذا الموقف الجديد، يقابله تلميح من الرجل نفسه، عندما اعلن عن مشروع سياسي كبير حزبه سيكون طرفا فيه، وهذا المشروع يتعلق بانتخابات 2019 التي لم يحدد بعد هل يخوضها بقائمات خاصة ام في اطار جبهة حزبيه.
جبهة يصادف ان النداء يبحث عنها، والمصادفات لا تاتي فرادى، فالرئيس وبعد انخراطه علنا في الصراع مع الشاهد، التقى بالرياحي ويبدو ان هذا اللقاء هو احد مفاتيح فهم الموقف الجديد وتغيير الحلفاء.
قرار التخلص من الشاهد والبحث عن ملجإ في سفينة الباجي قائد السبسي يبدو انه اتخذ خلال اليومين الفارطين من قبل سليم الرياحي وحزبه، ويبدو انه سيكون متصلا بخطوات تصعيدية تجاه الحكومة والشاهد، قد لا تقتصر على الوطني الحر بل يلتحق بها النداء.