حركة نداء تونس: تنسيقيات تطالب بإبعاد حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال والقيادة تطالب بإبعاد يوسف الشاهد

مازالت حركة نداء تونس تعيش في مخاض عسير، نزيف متواصل من الاستقالات الجماعية والفردية، وقد وصلت الاستقالات في

كتلتها البرلمانية إلى 13 استقالة والعدد مرشح للارتفاع أكثر، مطالب بإعفاء واستقالة كل وزراء وكتاب الدولة التابعين للحركة من الحكومة، مما جعلهم في وضع حرج واعتبروا أن طلب إعفائهم من مهامهم لا يلزم إلا الشخص الذي طالب بذلك وأن خدمة الدولة هي الأولوية بالنسبة اليهم، التنسيقيات والمجالس الجهوية تتمسك بضرورة تغيير القيادة المركزية للحزب أي حافظ قائد السبسي والذي يتمسك بدوره بمنصبه وبمواصلة قيادة الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر الانتخابي والمقرر مبدئيا -ما لم تطرأ أي تطورات- أيام 25 و26 و27 جانفي 2019.

نداء تونس لم يعد ممثّلا رسميّا في الحكومة لأنها أصبحت حكومة حركة النهضة ويوسف الشاهد، هكذا لخصت قيادات النداء الأزمة التي تعيش على وقعها الحركة منذ مدة، والحال أن النواب الذين استقالوا من كتلتها البرلمانية والأعضاء الذين استقالوا جماعيا في في صفاقس وبن عروس، اتخذوا قراراتهم بسبب الحالة التي أصبح عليها الحزب في هذه الفترة وسوء إدارة الأزمات داخله وكثرة الهزات وغياب الحكمة في القرارات واحتكار القرار مركزيا، في المقابل فإن القيادة المركزية عزت السبب في ما يحصل في الحركة من ارتباك إلى الشاهد، حتى أن القيادي بالحركة عبد الرؤوف الخماسي دعا في تدوينة له رئيس الحكومة، إلى «إعفاء كلّ وزراء وكتاب الدولة التابعين لحركة نداء تونس من الحكومة»، مشيرا إلى أن «الحركة غير معنية بالتحوير الوزاري الذي يعتزم الشاهد القيام به».

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

تنكر الشاهد لحزبه
لئن مازالت الهيئة السياسية للنداء لم تناقش هذه المسألة ولم تتخذ القرار النهائي في هذا الخصوص بالرغم من أن الفكرة مطروحة بشدة صلبها إلا أن التصريحات الإعلامية لبعض القيادات تكشف عما يريده النداء، حيث شدد رضا بالحاج العائد حديثا إلى الحركة على أنّ «النداء لم يعد ممثلا في الحكومة ودليل ذلك المواقف الرسمية للحزب والرافضة لحكومة الشاهد والتي تبلورت أكثر أثناء مشاورات وثيقة قرطاج 2 وتصريح رئيس الجمهورية خلال الحوار التلفزي الأخير، إضافة إلى تنكّر يوسف الشاهد لحزبه واتخاذه قرارات معادية تهدف إلى إفراغ حركة نداء تونس من نوابها وبعض قيادييها»، موقف يذكرنا بحزب آفاق تونس والحزب الجمهوري اللذين خيرا الوزراء التابعين اليهما بين الاستقالة من الحكومة أو الاستقالة من الحزب وقد اختاروا مواصلة مهامهم في الحكومة الشيء نفسه حصل لحزب المسار الذي اعتبر نفسه في حلّ من سمير الطيب وهو ذات الموقف للحزب الذي قام بتجميد عضويته في المسار، ويبدو أن نفس المواقف سنشهدها مع وزراء وكتاب النداء، حيث أكد كاتب الدولة للبيئة، شكري بن حسن لـ«آخر خبر اون لاين» أن ما جاء في رسالة عضو الهيئة السياسية لنداء تونس رؤوف الخماسي لا يلزم إّلا شخصه، مشيرا إلى أن الوزراء وكتاب الدولة المنتمين الى نداء تونس هم قبل ذلك رجال الدولة وأن خدمة الدولة هي الأولوية بالنسبة إليهم، أما وزير الصّناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسّطة سليم الفرياني فقد أكد في حواره لـ«الشروق» أن ما يحدث داخل حزب نداء تونس مُحرج وعلى الجميع العودة إلى الحوار»، معتبرا أن عدم الاستقرار السياسي سيُعمّق الأزمة. وكشف أنّه حاول ولا يزال لعب دور الوسيط بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحزبه نداء تونس «للتجميع ولمّ الشمل»، قائلا في هذا الصدد «من الضروري أن يضع الجميع اليد في اليد ولا بدّ من تقديم التنازلات لتجاوز الأزمة». وأكّد أنه من الصعب على النداء لعب أيّ دور في انتخابات 2019 إذا استمرت الأوضاع صلبه على ما هي عليه اليوم.

أنيس غديرة القيادي في الحركة أكد في تصريح لـ«المغرب» أن الحركة تعيش في مخاض واليوم العديد من الهياكل والمجالس الجهوية في حالة انعقاد متواصل وإصدار مواقف واضحة في علاقة بالوضع الداخلي والسياسي في الحزب وتقريبا كل المجالس الجهوية منسجمة في مواقفها وهناك إجماع على تحميل مسؤولية ما يحدث في النداء من تشتت وخلافات واستقالات للقيادة المركزية الحالية وهو ما تمّ الإشارة إليه في بيان المجالس الجهوي بالمنستير والذي حضره 11 رئيس بلدية والمنسقون المحليون و3 أعضاء مجلس نواب الشعب ووزير سابق وعضو مكتب تنفيذي إضافة إلى شخصه والمنسق الجهوي بالجهة، مشددا على أن كافة الحاضرين في الاجتماع متمسكون بموقفهم المتمثل في إبعاد كل من حافظ قائد السبسي والمكلف بالهياكل سفيان طوبال عن مواقع القيادة بالنظر إلى الاستقالات المتتالية في الحركة.

حافظ قائد السبسي.. المؤتمر هو الذي سيحدد القيادة الجديدة
وأضاف غديرة أن المشاورات مازالت متواصلة وهناك العديد من المبادرات لحلحلة الأزمة من هياكل وقيادات الحزب، مشيرا إلى أنهم سمعوا خطاب رئيس الجمهورية الذي عبر عن موقفه بعدم التدخل في هذه المسألة الداخلية وهياكل الحزب تحترم موقفه. وعن موقف حافظ قائد السبسي من هذه الدعوة، قال محدثنا إن حافظ أكد لهم أن المؤتمر هو الذي سيحدد القيادة الجديدة لكن موقف الهياكل أن وضعية الحزب لم تعد تحتمل مزيد الانتظار بالنظر إلى نزيف الاستقالات، ولا بدّ من توفير إرادة حقيقية لتغيير المشهد في حركة نداء تونس واسترجاع دورها الطبيعي لضمان التوازن في البلاد.

تعقيد الأمور
وعن طلب وزراء وكتاب النداء الانسحاب من الحكومة، قال غديرة إن الهياكل لا تؤيد هذا الموقف، فهو سيزيد في تعقيد الأمور وليس حلها، مضيفا أنه إلى حد هذه اللحظة ليس هناك طلب صريح ورسمي من قيادة الحزب لأعضاء الحكومة بالاستقالة وبالنسبة إلى تدوينة عبد الرؤوف الخماسي وطلبه من رئيس الحكومة إعفاء أعضاء الحكومة التابعين للنداء، كان من الأفضل له الصمت. هذا وشدد غديرة على ضرورة فتح حوار حقيقي خاصة على مستوى الهياكل المحلية والجهوية التي مازالت مؤمنة بالحركة وبمبادئها، هياكل تجمع على ضرورة تعويض القيادة الحالية بقيادة جديدة تقود الحزب إلى مؤتمر مفتوح على غرار المنستير وسوسة وبن عروس وصفاقس وسليانة وباجة وتونس...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115