بعد رفضها من رئيس الحزب وبعد مناقشة الاسباب والمبررات والإعراب عن تجاوز الاشكاليات والخلافات
بخصوص الازمة في افاق قال كريم الهلالي «اشتدي يا ازمة تنفرجي وان ما اقدم عليه ياسين ابراهيم خطوة يجب تثمينها» ففي رفض ياسين ابراهيم استقالته من الحزب رمزية» على حد قوله ويجب التفاعل ايجابيا مع موقفه ومع دعوات المناضلين لثنيه عن الاستقالة والتمسك به.
كريم الهلالي القيادي بالحزب والنائب في مجلس نواب الشعب، اكد في تصريح لـ«المغرب» انه اعلن رجوعه الى افاق تونس بعد ان رفض ياسين ابراهيم رئيس الحزب استقالته وأعرب له عن تمسكه به، هذه العودة جاءت اثر نقاش مطول مع ياسين ابراهيم لساعات تطرق خلالها الطرفان الى كل المسائل التي دفعت بالهلالي لتقديم استقالته وحول واقع الحزب، وأيضا نقاط الاختلاف و»الخلافات « المتعلقة بالخط السياسي وطريقة اتخاذ القرارات الى جانب الازمة التي مرّ بها الحزب ومازال يمر بها بعد مؤتمره الاخير.
من جهة اخرى بالرغم من اقرار الهلالي ان المؤتمر كان ناجحا وأعطى شرعية كبرى لرئيس الحزب قال الهلالي ان الازمة داخل افاق تونس كانت صامتة وان الخلافات بدأت تكبر مثل كرة الثلج الى ان خرجت وظهرت علنا، في حين انه كان من الممكن احتواؤها بحسن ادارة الخلاف، حتى لا يأخذ هذا الخلاف صبغة عامة مشيرا الى ان القرارات السياسية الكبرى والمهمة من الافضل ان تناقش بعمق ، وان تترك آلية التصويت الى الحالات القصوى وبعد مداولات ونقاشات عديدة .
حاولت ..لكنني لم أوفق
قبل ان يعلن النائب ورئيس المكتب السياسي لأفاق عن استقالته من الحزب في السابع من شهر جانفي الجاري شدد على انه حاول ان يكون عامل صلح وان يجد حلاّ للخروج من الأزمة لكنه لم يوفق ولم يجد الاستعداد الكبير لتجاوزها على حد قوله مشيرا الى انه كان من بين الرافضين للخروج من وثيقة قرطاج ولم يكن هناك نقاش معمق قبل اتخاذ القرار واختيار التوجه الى آلية التصويت في حين كان يرى انه من الاجدر ان يتم الاستعداد لذلك وان يؤخذ قرار مثل ذلك بعيدا عن التشنج.
الهلالي ذكر وقت الاعلان عن استقالته ان اسبابا شخصية وراء ذلك، وفسرها بأنها تتعلق بكيفية اتخاذ القرارات وانه رئيس المكتب السياسي للحزب ولا يعلم بذلك وقد قدم مبرراته وحججه لرئيس الحزب، وبين ان ياسين ابراهيم ابدى استعدادا كبيرا لتجاوز الإشكاليات وانه عبر صراحة عن رفضه لاستقالته والتمسك به معتبرا ذلك علامة كبيرة عن الثقة التي يحظى بها فضلا عن تمسك اطارات وقيادات الحزب به في جهة اريانة ودعوته للبقاء وان افاق تونس سيتجاوز الازمة ، ولذلك تفاعل ايجابيا مع الدعوات لثنيه عن الاستقالة وطي صفحة الخلافات وفتح النقاش خاصة وان رئيس الحزب عبر رسميا عن رفضه لمغادرته الحزب ، معتبرا ان لذلك رمزية كبيرة .
خطوة ايجابية ويجب التفاعل معها
الخطوة التي اقدم عليها رئيس افاق تونس وفق كريم الهلالي هي خطوة الى الامام للقطع مع الجو السائد والخلاف الذي استمر اكثر من اللازم على حد تعبيره بعد التأكد من انه يجب تغيير الجو العام داخل الحزب وهذا امر شعر به رئيس الحزب وهذا مهم على حد قوله، وكل موقف يحمل الصواب والخطأ وفيه اشارة الى القرارات الاخيرة للحزب .
افاق تونس الحزب الذي شارك في حكومات ما بعد انتخابات 2014، اختار الانسحاب من وثيقة قرطاج وسحب وزرائه ايضا إلا انهم رفضوا الاستقالة وقرروا مواصلة مهامهم الوزارية، وبالتالي خسر نظريا ثلة من ابرز قياداته ومؤسسيه على غرار فوزي عبد الرحمان ويبدو ان ياسين ابراهيم غير مستعد لخسارة قيادي اخر مثل كريم الهلالي.