وقد شدد المهدي مبروك على ان الحركة في مسيرتها ما بعد الثورة عرفت سيولة في العمل السياسي مقابل ضعف في العمل الفكري وتأصيل سياستها فكريا، بل وأشار إلى وجود تباين بين الممارسة السياسية للنهضة والنص الفكري. وهو ما تقاطع فيه مع عدد من المتداخلين ومنهم راشد الغنوشي رئيس الحركة الذي قال في كلمة اختتام الندوة ان النهضة تراهن على مساعدة النخب لها في صياغة مدونة فكرية وتعويض النقص الحاصل في إنتاج نصوص فكرية.
كما تحدث مهدي مبروك عن تنازلات الحركة في الجانب السياسي خاصة في تجربة الحوار الوطني وما لحقه، واشار ان التنازلات تشمل الثانوي لتحقيق الجوهري وهو امر ايجابي، وهو ما علق عليه عبد اللطيف المكي بقوله ان السياسة تقتضي تقديم تنازلات لتحقيق مصلحة اشمل.
هذا واشار حميدة نيفر في مداخلته الى ان النهضة مطالبة بان تدرك انها لم تعد مشروع جماعة كما كان الامر في الـ70 وان النهضة الجديدة يجب عليها ان تحدث التوازن بين السيولة في العمل السياسي وضمور الإنتاج الفكري، مشيرا الى ان ضعف الإستراتيجية يمثل عائقا أمامها لتتطور لمرحلة جدية كليا. قائلا ان على النهضة ان تكسب اربعة رهانات اساسية، وهي رهان الدولة بان تعيد صياغة نظرتها للدولة وان تحدد طبيعتها لا على اعتبار الدولة جهازا لاحتواء المجتمع والسيطرة عليه بل على اعتبارها صيغ اخرى تخدم المجتمع والفكرة. اما الرهان الثاني فهو رهان المجتمع الذي قال ان على الحركة ان تنظر اليه كمؤسسة لها دينامكية خاصة بها ولها قدرة على التغيير والتطور وليس مجرد «ذرة من الافراد».
في حين اعتبر ان الرهانين الثالث والرابع، هما صياغة مشروع وطني والتنوير، وهو رهان اعتبر انه يشترط بناء الذات والا فان الحركة ستضعف ولن يكون لها مستقبل ان لم تقم بقراءاة التطورات الخارجية وفهمها لتوظيفها في بناء الذات التطور.