وفي هذا الإطار، يقدم عبد الرؤوف الشريف رئيس الكتلة الحرة في حوار لـ«المغرب» أهم التحضيرات للإعلان عن الحزب والتوجهات الكبرى، إلى جانب علاقة كتلته بحزب حركة مشروع تونس.
هل ستتوسع الكتلة الحرة أكثر من ذلك؟
نحن وضعنا مبدأ قبل تركيز الكتلة بل ميثاقا بين كافة الأعضاء تكونت على إثره الكتلة مع الأخذ بعين الاعتبار أن نواب الكتلة الحرة كانوا ضمن الكتلة الأغلبية والمتواجدة في الحكم. لكن السؤال المطروح لماذا خرج النواب نحو الكتلة الحرة؟ لأن ما يوجد داخلنا لا يوجد في كتلة حركة نداء تونس أي الديمقراطية وتبادل الآراء وأخذ القرار الجماعي، الذي لم نعشه بتاتا في النداء.
لقد وضعنا قبل كل شيء نظاما داخليا أمضت عليه كافة الأطراف، لذا فإن كل من يؤمن بمبادئ العمل واحترام مشروعنا فمرحبا به، باعتبار أننا لن ننغلق على أنفسنا ونكتفي بـ 26 نائبا فقط بل سنسعى إلى توسيع الكتلة حتى من غير النداء لأن الحرة لا تقتصر على نواب النداء فقط، إلى جانب أننا سنسعى كذلك إلى إقناع الجميع ببرنامجنا ومن يشاطرنا الرأي فمرحبا به كذلك.
هل حاولت كتلة حركة نداء تونس تعطيل إنشاء الكتلة الحرة، خصوصا وأنكم أحدثتم تغييرا في الكتلة البرلمانية؟
من غير شك فقد أحدثنا تغييرا، عندما انخرطنا في النداء كان من اجل برنامج متعدد، وحاولنا الإصلاح في عديد المناسبات، ولم نستطع باعتبار أنه يصعب فرض أفكار على أناس غير مقتنعين بذلك. إن تكوين الكتلة جاء نتيجة الخلافات منذ الأيام البرلمانية، حين تم الاتفاق على عدم تجديد رئاسة الكتلة إلى محمد الفاضل بن عمران وأشدد على «اتفاق»، لم يحترم فيما بعد. لذلك وجدنا أنفسنا بعد انسداد جميع سبل الإصلاح أمام خيار وحيد وهو أن نبني من جديد ونعول على أنفسنا.
أما بالنسبة إلى تعطيل عملية تركيز الكتلة، فهو أمر طبيعي وعادي في السياسة باعتبار أن بناء شيء جديد سيقلق البعض، لكن الفرق بيننا وبينهم أننا مؤمنون بالمشروع إلى جانب أننا نمكن الجميع من طرح آرائهم بكل ديمقراطية وفي حالة الاختلاف يكون التصويت هو الفيصل، حيث نسعى إلى تكوين منهجية جديدة في السياسة والتشريع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكوين الكتلة لم يكن بالأمر الهين.
ألا تخشى أن تعاد تجربة كتلة حركة نداء تونس في الكتلة الحرة نعني بذلك الاستقالات؟
لا نخشى ذلك إذا حافظنا على نفس المبادئ التي بنيناها وإذا احترمنا كيفية تسيير الكتلة حسب النظام الداخلي وميثاق الشرف.
كيف ستكون العلاقة بين الكتلة الحرة والحزب المنتظر الإعلان عنه يوم 20 مارس؟
نحن نرى أن الكتلة لا يمكن أن تعمل دون غطاء سياسي أو حزبي، ولا يجب الاكتفاء بالغطاء البرلماني فقط. لقد انطلقنا بالعكس أي أنه تم تكوين الكتلة قبل الحزب وليس ذلك من المعتاد وهي سابقة من نوعها، باعتبار أن تجربة حزب حركة نداء تونس وغيرها من التجارب انطلقت من أشخاص، لكننا انطلقنا من القاعدة وليس من القمة وذلك من خلال الزيارات الميدانية والاستشارات الوطنية الموسعة في مختلف أنحاء الجمهورية للاستماع إلى الجميع. ومن المنتظر أن تسعى كل جهة وكل إقليم إلى اختيار من سيمثلها في الحزب وعلى المستوى الوطني، ثم إننا نحن كنواب لا نبحث عن المسؤوليات وإنما نبحث عن القواعد.
ما هي المبادرات التشريعية التي ستقدمها الكتلة الحرة؟
لدينا 4 مشاريع قوانين سنعلن عنها في القريب العاجل وبإلحاح منك سأذكر واحدة فقط حول التشغيل، لا أريد ذكرها الآن. وقد ركزنا لجنة صلب الكتلة تحت اسم «لجنة الشؤون التشريعية» تعنى بهذا الملف. كما أنه من المنتظر أن يتم الإعلان الأسبوع القادم عن مجموعة برلمانية حول الصحة الرقمية، ولدينا برنامج جاهز في الغرض من الممكن تحقيقه في ظرف 3 سنوات، رفقة عدد من النواب الذين يشاركوننا نفس الموضوع.
ما هي أهم النقاط التي سيحملها البيان التأسيسي للحزب؟
20 مارس سيتم الإعلان عن تكوين الحزب وإطلاق البيان الذي ستكون فيه الخطوط الكبرى والخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحزب. ومن أهم المبادئ التي سنبني عليها الحزب مسألة التناصف التي ستتواجد في كافة الهياكل من الجهات وصولا إلى المركز، أما المبدأ الثاني فيتمثل في تشريك الشباب في الهياكل وأخذ القرارات، ثم المبدأ الثالث ويتمثل في تشريك الجهات وبهذا يكون الحزب مجبرا على إنجاز المشاريع والأخذ بعين الاعتبار لثلاثة عناصر هامة وهي العمل على تطوير الجهات وتنميتها وتشريك المرأة والمحافظة على مكاسبها وتشريك الشباب العازف عن العمل السياسي وتشجيعه.
كما أنه عند تكوين الحزب سنعلن عن برنامجنا باعتبار أننا لا نزال إلى حد الآن على مستوى التركيز، برنامج سيلخص مشروع نداء تونس الذي لم يطبق.لكن في المقابل، سنسعى إلى تحيينه وتطويره ليكون قابلا للتطبيق من خلال وضع أهداف استعجالية وانية وأخرى على المدى البعيد. ومن أهدافنا كذلك خلق التوازن السياسي على الساحة لأننا في وقت ما أضعنا هذا التوازن، إلى جانب أن الهدف الأكبر بالنسبة إلينا يتمثل في الانتخابات البلدية باعتبار أنه من أهم مشاغلنا العمل الميداني والاهتمام بمشاغل الشعب لأن الحكم الحالي يكمن في حكم البلديات وهو ما يجعل انطلاقة الحزب في أقرب وقت ممكن ضرورة ملحة شريطة أن تكون على قواعد واضحة.
إذن، كيف ستخوضون الانتخابات البلدية؟
هذا أمر سابق لأوانه، يجب أن نقيم أنفسنا أولا ونعرف وزننا قبل كل شيء ثم نحدد خيارنا
أين وصلتم في إعداد المؤتمر؟
هناك لجان ستتكون بعد انتهاء أعمال اللجان التي أعدت النظام الداخلي والأساسي، ثم سنعلن يوم 20 مارس عن تأسيس الحزب مع إيداع ملف التأسيس، وبعد الحصول على الرخصة وابتداء من يوم 21 مارس سننطلق في الإعداد للمؤتمر وتكوين اللجان التي ستسهر على إعداد اللوائح والأمور المادية وغيرها، ومن هنا تخرج مجموعة في شكل 10 لجان كأقصى تقدير تهتم بكل الأمور أي القوانين والتعبئة للإعداد للمؤتمر على أن يكون قبل 1 جوان القادم حتى نتمكن في شهر سبتمبر من الانطلاق في العمل الميداني.
كيف سيتم توزيع المسؤوليات صلب الحزب؟
كل شيء بالانتخابات.
هل هناك خلاف بين النواب والقيادات حول المناصب صلب الحزب؟
المبدأ دائما عن طريق الانتخاب، فالصندوق يختار من يريد حسب الديمقراطية باعتبار أن عهد الزعامات قد انتهى ومن لم يفهم هذا لا يمكن أن ينجح في العمل السياسي. وقد شددنا في نظامنا الداخلي على أن كل شخص يتحمل مسؤولية صلب الحزب يتمتع بدورتين اثنتين فقط. كما أن العمل السياسي مرتبط بالأساس بالعمل البرلماني حتى يكون الخطاب متناسقا، لكن لا يمكن أن يكون الشخص نائبا وناطقا رسميا في ظل توفر الكفاءات.
هل ستكون الأمانة العامة لمحسن مرزوق؟
ليس بالضرورة، كما قلت المناصب ستكون عن طريق الانتخاب.
ما هي أهم الشخصيات الوطنية التي ستكون في الحزب؟
التوهامي العبدولي، عفيف الهيداوي وغيرها من الشخصيات سترونها يوم 20 مارس القادم.
لماذا اخترتم شعار المفتاح؟
في أي حزب يجب تبسيط الأمور، باعتبار أنه يجب اختيار شيء يفهمه الجميع من المثقف إلى الأمّي بنفس المعنى، ثم إن الشركات المختصة التي طلبنا منها إنجاز الشعار أكدت أنه يجب البحث عن شيء مختلف وقد خرجنا بشعار المفتاح كمفتاح الحلول لكافة المشاكل.
هل لديكم فعلا مفتاح؟
إنشاء الله، باعتبار أن الحلول التي سنقدمها ستكون قابلة للتطبيق، والحلول موجودة عند التونسيين لا غير.
نلاحظ تشابها في الأهداف وفي عملية استقطاب الشخصيات الوطنية «الدساترة»، مع حركة نداء تونس؟
نحن مغايرون تماما لأن حركة نداء تونس لم تتكون كحزب بل كجبهة لملء الفراغ السياسي نحن نؤمن بجمع كل الفئات من الدساترة واليساريين والنقابيين. كما أن الدساترة من التونسيين وأنا ضد الإقصاء باعتبار أنه غير من المعقول إقصاء الكفاءات على أساس الانتماء فلا يهم إن كان يساريا أو دستوريا.
وإسلاميا؟
هذا صعب لأنه ليس لدينا نفس المشروع.
يعني أنكم لن تتعاملوا مع حركة النهضة وكتلتها؟
الدين والسياسة لا يجب الخلط بينهما، وهو مبدأ غير موجود في حركة النهضة ونحن في نظامنا الأساسي وحتى في مرسوم الأحزاب تم التنصيص على مبدإ فصل الدين عن السياسة، وإذا فصلت النهضة الدين عن السياسة فلن تكون هي النهضة التي نعرفها.