في الحوار الجاري حول مبادرة حكومة الوحدة الوطنية. فبعد فترة «بهتة» مؤقتة للبعض وردود فعل متسرّعة للبعض الآخر ، برز توجّه في تبني مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية وتمّ الإتفاق على الدخول في الحوار حول الأولويات الّتي يجب أن تكون أساسا لتنفيذ المبادرة.
ولكن بدل أن يقع تعميم النقاش حول تحديد الأولويات وفتح المنابر لسماع مختلف الأراء و سبر مختلف الإتجاهات والأفكار، أصبح المشتكون من عدم تشريكهم في الحوار «يستأثرون» بحيازة مقاعد الحوار وإبداء ما لهم من مواقف وآراء في المجالس المغلقة ،مكتفين «بتسريب «بعض العموميات الّتي لا تضيف شيئا للرأي العام المتابع.
فالحوار لا يمكن ان يكون إلاّ وطنيا لتشكيل حكومة ذات أولويات وطنية، وهذا لا يعني أن يقع تجميع بعض الآراء بعد أن تقع تنقيتها في حلقات مغلقة، ثم توضع في «قدْر» كي تقدّم جاهزة بعد أن تُطهى للرأي العام.
فالحوار الحقيقي هو الّذي يشرك أوسع الفئات و الجمعيات ويستنهض كل من يمكن أن تكون له إضافة ، و ذلك لتجنيد كل القوى الإجتماعية لإنجاح ما سيقع إقراره ،لأن خطّة الإنقاذ لن تحقّق النجاح ما لم تنخرط فيه أوسع الفعاليات المساهمة في الحياة العامّة.
صحيح أنّنا في شهر صيام ، و لكن ذلك لا يعني أن يشمل الصوم، نشر الأفكار والتعريف بالتوجهات الّتي هي محل جدل ونقاش، وفتح المنابر لها قبل ....