هذه الصورة الّتي برزت للمتابعين، حملت رسائل صريحة وضمنية لأتباع حركة حزب النهضة و كذلك لبقية الأحزاب بما فيهم أنصار حزب نداء تونس . فبالنسبة لأنصار النهضة أراد الغنوشي أن يقول لهم أن حزبهم قوّي وحليف متماسك في المسك بالسلطة، قادر على التأقلم مع كل الأوضاع و أن الفصل بين السياسي والدعوي لا يؤثر على مد حزبهم لأن الدعوي يبقى رافدا دائما لحزبهم ينهل ويصب في آن واحد في خانة دعم شعبيتهم ، بحكم اطمئنان حركته، على الجانب الإسلامي في هوية تونس بعد التخلّص ممّا يعتبره محاولات طمس هذا الجانب.
أمّا السيد محمّد الباجي قائد السبسي، فقد أراد استعادة ما كان يسميها بورقيبة «القومية التونسية» بمضمون جديد، دون تسميتها صراحة، مستغلاّ المناسبة لتذكير منتقديه، بأنه لم يعد رهين دعم فئة دون أخرى و بأنه أصبح ماسكا بكل مقومات قيادة الأغلبية، وكأنه يقول «على كل من كان يفكّر في الخروج عن صف الأغلبية، أن يعلم أن كل البدائل متوفّرة لمواصلة قيادة البلاد بدونه بكل اقتدار.»
في الجانب المقابل وفي صف المتابعين للحدث ، وقف الندائيون وبقية الأحزاب من خلال الخطابين المنهجيين، على .....