يوم 6 ماي الجاري هذا النص الذي اعتبر بمثابة وصية يوجهها شاب من شباب هذا الوطن إلى التونسيين:
«في جنازتي العسكرية
اوقدوا الشموع في احتفالات ملكية
دثروني بالورود..بالأغصان الندية
احملوني بهدوء..بأياد عربية
غطوا نعشي بالزهور..بأعلام وطنية
ودعوني في شموخ في أراض تونسية
ادفنوني بين اهلي..بين نجم وثريا
سوف ابقى اناجيكم ..في احلامي الأزلية
فاذكروني كل يوم..حين كنت بندقية
واذكروا اني وهبتكم عمري في معارك ملحمية»
يتيح لنا هذا النص الوقوف عند مجموعة من الملاحظات:
- التحوّل الذي تعيشه المؤسسة العسكرية إن كان على مستوى تفاعلها مع الجماهير أو على مستوى القوانين المنظمة لسلوك المنتمين إليها والتي بدت أكثر مرونة من السابق.فقد باتت المؤسسة العسكرية منفتحة على معارف العصر وثقافة المواطنة التي تجعل تواصل الجندي مع أصدقائه مفهوما بل مقبولا .
- لقد كسرت وسائل التواصل الاجتماعي العزلة التي كان يعيشها الجنود ومكّنتهم من التعبير عن آرائهم ومشاعرهم والتواصل مع أصدقائهم في الفضاء الافتراضي وتخليد بعض الأحداث والوقائع فضلا عن تمرير بعض الرسائل.
- لئن انتقد البعض تأثر عدد من الجنود بثقافة ‘السلفي’ وسعيهم إلى استعراض بطولاتهم فإنّ إقبال أغلب الجنود على مواقع التواصل الاجتماعي سمح لهم بالخروج من موقع «المغمور، المجهول ، المنسي ، المغيب...’ إلى موقع ‘المعلوم’ والمعروف والمشهور...فمن خلال هذه التدوينات أمكن لنا الاطلاع على هوية بعض الجنود وإدراك ما كانوا يحلمون به أو يفكرون فيه أو يتأملون حدوثه وبذلك تقلّصت المسافة بيننا وبين الذين كانوا ولازالوا يحرصون على حماية البلاد والعباد.
- لم يعد الجنديّ مجردّ رقم أو بدلة تميّزه عن غيره أو سلاحا يرمز إلى انتمائه إلى المؤسسة العسكرية أو ....