النهضة – قلب تونس – ائتلاف الكرامة: الترويكا الجديدة؟!

• كل شيء يهون من أجل عيون «الرئيس»
حملة انتخابية «ثورية» وانخراط في «خط الثورة» بعدها وخطوط حمر تحيط بكل أحزاب»المنظومة القديمة»

أو تلك التي تحوم حولها «شبهات فساد» لترتمي النهضة سويعات قبل انطلاق الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديد في أحضان ما كانت تسميه بحزب «المقرونة» أي حزب قلب تونس ورئيسه نبيل القروي ..

حملة حادة و«ثورية» طيلة أسابيع طويلة لجأت إليها حركة النهضة فقط لتحسين شروط التفاوض مع من نعتتهم بأقذع الأوصاف منذ أشهر ..وهكذا يعود «التوافق» من جديد لممارسة الحكم ويكتفي الاستقطاب فقط بمرحلة الحملة الانتخابية وما بعدها بقليل ليس إلا ..ثلاثة أو أربعة أشهر للصراع الحاد والاقصائي بين الطرفين لينتهي بشهر عسل قد يدوم خمس سنوات كاملة ..تلك هي السياسة في تونس منذ 2014 إلى اليوم والأرجح إلى موفى سنة 2024،هذا إذا صمدت هذه الترويكا الجديدة بالطبع خلال الخماسية القادمة ..

ترويكا جديدة بلا منوال سابق تجمع بين النهضة كقائد للسفينة وقلب تونس كجسمها الظاهر وائتلاف الكرامة كقاعدتها الخلفية ..

يمثل هذا الثلاثي 111 نائبا اي %90 ممنّ صوتوا لراشد الغنوشي ،وهذا يعني أننا أمام أغلبية هشة غير قادرة على الحكم حتى وإن أنقذت الموقف وجنبت رئيس حركة النهضة مأزق عدم المرور بالأغلبية المطلقة .. والدليل على ذلك أن النائبة الأرلى لرئيس المجلس السيدة سميرة الشواشي مرشحة قلب تونس لم تحصل إلا على 109 أصوات رغم أن عدد المقترعين تجاوز المائتين (203 مقترع).

والسؤال اليوم هل نحن فقط أمام تحالف برلماني صرف أي أمام فصل المسارين البرلماني والحكومي كما تريده حركة النهضة أم نواة الائتلاف الحاكم غدا ؟

التسويق الأولي لحركة النهضة أن التوافق بين النهضة وقلب تونس انما هو فقط مقصور على انتخاب رئاسة البرلمان وان لا علاقة له بتشكيل الحكومة القادمة .

هذا الفصل بين المسارين يبدو انه أصبح كلمة السر لا فقط عند النهضة بل وكذلك عند التيار الديمقراطي وحركة تحيا تونس أيضا ،وهنا تصور عند فاعلين سياسيين في كل هذه الأحزاب والكتل يدعو إلى ائتلاف حكومي يتكون أساسا من النهضة والتيار الديمقراطي وتحيا تونس مع «شريكين» مخفيين الى حد ما وهما ائتلاف الكرامة وحزب قلب تونس .. فالثلاثي المحوري يمثل 88 نائبا بينما يكون ثنائي الإسناد متكونا من 59 نائبا مما يعطينا 147 نائبا أي أغلبية كافية لحكومة مستقرة إلى حد ما .

ولكن أمام كل هذه التخمينات والتقديرات التي سنرى تفاعلاتها خلال الأيام القادمة هنالك معطى أساسي لا ينبغي ان يغيب عنا وهو : ماهو الاتفاق الذي حصل بين رئيس النهضة وقلب تونس خلال لقائهما ليلة الجلسة الافتتاحية لمجلس نواب الشعب؟ فهل اكتفى رئيس قلب تونس بتوافق برلماني بسيط بموجبه تتحصل سميرة الشواشي على منصب النائب الاول لرئيس مجلس نواب الشعب ام ان هذا الاتفاق الأولي يمهد لاتفاق اوسع واشمل وعدم الاكتفاء بدور الإسناد السلبي بل الارتقاء بالاتفاق إلى المشاركة الفعلية في الحكومة القادمة ولكن دخولا واضحا لقلب تونس على الخط يقصي بداية التيار الديمقراطي من المشاركة .

الخلاصة الأولى أننا اليوم أمام ترويكا برلمانية جديدة تتكون من النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة، ويبقى السؤال هو في مدى قدرة هذه الترويكا على حكم البلاد ام ان حركة النهضة بفصلها بين المسارين التشريعي والحكومي ستعمد الى ترويكا حكم مختلفة للغاية تتكون منها ومن التيار الديمقراطي ومن تحيا تونس مع اسناد خلفي من قلب تونس وائتلاف الكرامة ؟

المسالة الواضحة الوحيدة ان باب المناورات السياسية لم يغلق بعد وان حركة النهضة مستعدة لكل شيء بدءا بانجاح رئيسها في الوصول الى سدة رئاسة البرلمان وهذا ما حصل فعلا يوم امس وثانية في تشكيل حكومة تتحكم في اهم مفاصلها وفي ولاء صاحب القصبة لها سواء أكان ذلك مع «الخط الثوري» او مع «المنظومة القديمة المتهمة بالفساد» .فالأساسي عند الحركة الإسلامية هي ان تحكم في المجالين البرلماني والحكومي أما «رفاق الطريق» فلا يهم من يكونون ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115