الماراطون الانتخابي بين الرئاسية والتشريعية

اليوم هو أول يومي الصمت الانتخابي بالنسبة للدور الأول للرئاسية السابقة لأوانها وكذلك اليوم الأول لانطلاق الحملة لتشريعية 6 أكتوبر ..

تلك هي مفارقات الروزنامة التي فرضت نفسها على الجميع بعد وفاة المغفور له رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ..

بعد اقل من يوم يتوجه ملايين التونسيين لصناديق الاقتراع لاختيار متنافسي الدور الاول بعد حملة انتخابية كانت مكثفة إلى أقصى درجة رغم قصر مدتها وبعد سابقة جديدة وهي مناظرات الدور الأول والتي لا يعلم احد انعكاساتها على اتجاهات التصويت إلا بعد فتح صناديق الاقتراع ..
غدا نكون أمام اللحظة الأولى الفارقة في هذا الماراطون الانتخابي الذي سينتهي على الأكثر بعد أربعة أسابيع أي يوم 13 أكتوبر المحدد من قبل هيئة الانتخابات كأجل أقصى لإجراء الدور الثاني للانتخابات الرئاسية .. بما قد يفيد احتمال إجراء انتخابات الدور الثاني في نفس يوم الانتخابات التشريعية أي الوفاء شبه التام لهذا الموعد الانتخابي الأساسي في منظومة الحكم كما حددها دستور 2014..

شاءت اكراهات الروزنامة وضع الانتخابات التشريعية بين كمّاشتي دورتي الانتخابات الرئاسية بما غير بصفة جذرية من زوايا النظر السياسية ، ولكن قد يمثل تزامن التشريعية مع الدور الثاني للرئاسية كارثة على مركزية التشريعية وعلى ضرورة تفرغ أذهان الناخبات والناخبين للرهانات الفعلية للبرلمان القادم والى حملة انتخابية مستقلة في مواضيعها وفي الأطراف المشاركة فيها ..

فلو تأخر الدور الثاني للانتخابات التشريعية بأسبوع على الأقل لتمكننا – بمقادير - من التفرغ ولو جزئيا لهذه الحملة الانتخابية الهامة جدا اما لو تزامن الموعدان فستطغى الرئاسية بصفة كلية على التشريعية ويكون للناخبات والناخبين في الحقيقة الخيار في التمييز بين الاثنين بما يرتهن نهائيا نتائج التشريعية بالكامل لتوجهات الرأي العام في الرئاسية .

لاشك أن دعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع ثلاث مرات في شهر واحد من شأنه أن يخلق ، ربما، حالة إعياء وقد يؤثر هذا على نسبة المشاركة خاصة في الموعد الانتخابي الثالث ،وقد تدفع هذه الحجة هيئة الانتخابات متى كان ذلك ممكنا، إلى دمج الموعدين اللاحقين ولكن أمام حجة الإعياء هنالك حجة الوضوح والتمييز وهي كذلك مهمة جدا ،في كل مسار انتخابي ..

من نافلة القول التأكيد بأننا أمام مواعيد انتخابية أساسية ستحدد صورة البلاد لخماسية كاملة وان نسبة المشاركة هي احد أهم عناصر مصداقية العملية الانتخابية والنتائج الصادرة عنها بالإضافة إلى شفافية العملية وثقة الجميع في الصندوق ..

ماراطون انتخابي يشهد غدا أول -وربما- أهم محطاته لان نتائجها ستكون موجهة بصفة هامة للمحطتين التاليتين ..

رغم أننا نخوض غدا انتخاباتنا الخامسة (في ست جولات) بعد الثورة فمازلنا نحتاج إلى تدعيم المسار والثقة في الصندوق والقطع مع كل أصوات التشكيك ..

في الحقيقة ليس المهم من سينتصر – على أهمية الحدث في حد ذاته – بل المهم ان نراكم التجربة وأن نجعل من الديمقراطية نهجا غير قابل للتراجع أو الانخرام..

الكرة الآن ، هي عند كل الناخبات والناخبين ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115