استئثار السياسي بالمركز وبقاء الجمهور في الهامش فلا أحد يكترث بالناس لأنهم لا يمثلون أي رقم في المعادلة ويفتقرون إلى سلطة الفعل.
وما إن فرض الشعب إرادته وتغيرت الظروف وساد مناخ الحريات حتى بدأ المشهد الإعلامي يتشكل مثله مثل سائر القطاعات الأخرى ولكن وفق أي مسار؟ هل امتلك الإعلاميون رؤية واضحة تحدد الرسالة التي يريدون تحقيقها في مسار التحول الانتقالي؟ هل امتلك الإعلاميون سلطة القرار؟ هل استطاعوا فرض سياسة إعلامية جديدة قائمة على الابتكار وتحديد الأولويات التي تتلاءم مع مجتمع اربكت أنساقه وتخلخلت معاييره ومنظوماته؟ هل تحرر القطاع الإعلامي بالفعل أم أنه ظل أسير أصحاب الأموال أو القرار السياسي ورجال الأعمال ؟ هل التزم أهل القطاع بالمبادئ والأخلاق أم أنّ الفساد نخر أسس العمل الإعلامي؟ ...
يحق لنا بعد هذه السنوات أن ندعو الإعلاميين إلى وقفة تأمل لتقييم مسارهم ، وهم الذين اعتادوا وضع الآخر تحت المجهر وكشف عوراته ومطالبة سائر الفاعلين السياسيين والجمعاويين وغيرهم بالقيام بالمراجعات وكأن أهل الإعلام بمنأى عن الانتقاد. يحق للمواطن/ة أن يطالب أهل الإعلام باحترام ذكائه وكرامته وإنسانيته وسائر .....