مختلفة في مختلف هذه المعتمديات لا يجب أن يحجب عنا الشعارات المشتركة والمطالب التي ترفع في كل مرة وهي المطالبة بالتنمية وبالتشغيل..
لاشك أن هذه الاحتجاجات كانت منتظرة وقد يكون لبعض الأطراف السياسية أو غيرها مصلحة في تحريكها. ولكن العنصر الأساسي الذي دفع إليها هو فقدان الأمل في المستقبل وفي البلاد الذي يجتاح اليوم قطاعات واسعة في المجتمع التونسي..وجل هؤلاء لا يتظاهرون في الشارع ولا يلجؤون إلى حرق العجلات المطاطية..ولكن عددهم في بلادنا يعد ببعض الملايين..
حجة هذه الحكومة،كما تلك اللواتي كن قبلها، أنها لم تستلم السلطة إلا منذ أشهر قليلة ولكن هذا الجواب ،على وجاهته، لم يعد يقنع أحدا..فبالنسبة للمواطنين عمر الثورة هو ست سنوات وعمر هذه الأغلبية قد تجاوز السنتين..وجزء هام من مواطنينا لا يهمه تداول الحكومات فهو لا يخاطب أشخاصا بعينهم بل يطالب «الدولة» أن توفر له الشغل والتنمية والأمن...
والملاحظ خلال كل هذه السنين..وهذه السنة أيضا أن السلطة السياسية لا تخاطب الرأي العام حول ما يجري إلا بعد استفحال الأمور وجريان العدوى بين عدة ولايات ومعتمديات..
وكأننا بساسة بلادنا بعد الثورة ينتظرون أن تمر الأزمة أو أن تكون سحابة عابرة..وكأنهم يخشون أن يساهم خطابهم في تأجيج الاحتجاج فهم يتمنون أن تبقى رقعة الاحتجاجات ضيقة جغرافيا وبشريا..في انتظار الاحتجاج الموالي..
والغريب في بلادنا أن لا أحد من الساسة النافذين توجه إلى هؤلاء المحتجين مباشرة وحاورهم وتجادل معهم وسعى.....