ويقيس هذا البرنامج مكتسبات التلاميذ البالغين من السن 15 سنة وذلك أيّا كانت درجتهم الدراسية... ويهم هذا البرنامج في تونس أكثر من 4000 تلميذ موزعين على حوالي 150 مدرسة مما يعطينا صورة واضحة على مستوى مكتسبات تلامذتنا في هذه السن وذلك في ثلاثة مجالات رئيسية: الثقافة الرياضية والثقافة العلمية وفهم النصوص المكتوبة.. وفي كل دورة يتم التركيز على أحد هذه المجالات وكان دور الثقافة العلمية في اختبار سنة 2015...
وقد بدأ هذا البرنامج ببلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أي البلدان الأكثر تقدما في العالم، وفي كل دورة تلتحق بلدان أخرى إلى أن بلغنا في آخر دورة 72 بلدا واقتصادا مشاركا (الاقتصاد المشارك هو جهة ما تنتمي لدولة أكبر كهونغ كونغ مثلا) والنتيجة كانت كارثية هذه المرة بكل المقاييس إذ احتلت تونس المرتبة 66 في الثقافة العلمية والمرتبة 65 في فهم النصوص المكتوبة والمرتبة 66 في الثقافة الرياضية وكل ذلك من أصل 70 دولة واقتصادا تم احتساب نتائجها في الجدول العام...
ونجد في هذا الترتيب ضربة قاصمة لنرجسيتنا المرضية إذ تفوقت علينا جل الدول العربية المشاركة ولم تتأخر عنا إلا الجزائر التي احتلت المرتبة قبل الأخيرة... فالإمارات العربية المتحدة قد احتلت المرتبة 46 تتلوها قطر (56) فالأردن (61) ولبنان (65) ولم تتأخر عنا سوى مقدونيا والكوسوفو والجزائر وجمهورية الدومينيك...
ويجب أن نعلم أن برنامج بيزا لا يختبر المعارف المدرسية المباشرة التي يتلقاها التلاميذ داخل المدرسة بل مكتسبات التلاميذ من جملة هذه المعارف وقدرتهم على توظيفها في حل إشكالات رياضية أو علمية أو نصية...
وتصنف هذه النتائج من العادي جدا (المستوى الأول) إلى الامتياز (المستوى السادس).
والملاحظ أن إجمالي الأعداد المسندة لتلاميذ تونس مقارنة بالدورة السابقة لسنة 2012 قد بقي على حاله في الثقافة العلمية (386 نقطة) وتراجع بـــ 21 نقطة في فهم النصوص .......