هذه الظواهر الجديدة تتمثل في التشدّد والعنف و السحل والاغتيال لأسباب عقائدية وفكرية و سياسية .فقد تمّ تهديم أضرحة و مقابر وتم الإعتداء على مواقع تراث وثقافة ،و تم ّتكفير مثقفين و الإعتداء على صحفيين و سياسيين ،و أُغتيل شكري بلعيد و محمّد البراهمي و سقراط الشارني والعديد من الأمنيين والعسكرين .
وسواء نسب كل هذا لتشكيلات سياسية أو مجموعات تنشط تحت غطاء جمعيات و تنظيمات عنف و إرهاب ، فإن كل ذلك اندرج في إطار تصفية فئات معيّنة أو إخماد أصواتها أو ترهيبها لدفعها إلى الإستكانة والإذعان في النهاية لسلطتها.
هذه الفئات المستهدفة ، هي نفسها أو هي ذات انتماءات متقاربة في مواقفها ممّا سُمي بـ»أسلمة المجتمع التونسي» ، أو موقعها في الذود والدّفاع عن الدولة، و هي إمّا رافضة للإنغلاق الفكري و لفرض نمط مجتمعي متخلف و متحجر ،و إمّا متبنية لتوجهات ورؤى سياسية حداثية ،و إمّا الممثلة للقوى الأمنية والعسكرية الحامية للدولة و مؤسّساتها.
من هنا تبرز لدى المتابع لهذه الظواهر ملامح الأطراف الّتي تقف وراءها،وهي أطراف.....