الحرب على قطاع غزة : حماس تناور بورقة الأسرى لتخفيف الضغط والدفع نحو الصفقة

وجهت حركة «حماس» وفق ما نشرته وكالة «رويترز» بيانا داخليا موجها لاعضائها

وقع تسريبه كشف عن تهديدها بـ«تحييد الاسرى في غزة إذا شنت عملية لإنقاذهم» مع اشارتها الى ورود معطيات اليها بوجود خطة ستنفذ قريبا.

خطوة استباقية اتخذتها الحركة بهدف تسليط مزيد من الضغط على حكومة الاحتلال التي يواجه رئيسها تحقيقات قضائية بتهم تتعلق بالفساد اضافة الى عدة فضائح تلاحق حكومته التي باتت اليوم تحت وطأة الضغط الداخلي المتصاعد الذي يطالبها بانهاء الحرب حتى في صفوف اليمين المتطرف الداعم لها.

خيار الحركة بالكشف عن تهديدها الصريح بتحييد الاسرى لديها فيه اشارة صريحة الى ان السبيل الوحيد لاطلاق سراحهم يكون عبر صفقة تلبي مطالب الشعب الفلسطيني مع توجيه رسالتين الى الاحتلال وداعميه، مفادها انها لن تتنازل في مفاوضات وقف اطلاق النار عن مطالبها وان مصير الاسرى لديها مسؤولية الاحتلال وداعميه، فاذا ارادوا انقاذهم انجاز صفقة.

صفقة بات الحديث عنها خلال الاسابيع الفارطة محل تفاؤل في ظل مساعى الادارة لاماريكية الراهنة للوصول اليها قبل نهاية السنة لتحقيق انجاز سياسي وديبلوماسي للرئيس المغادر جو بايدن الذي طرح مبادرة جديدة تتضمن وقف لاطلاق النار في قطاع غزة.

مبادرة يبدو ان الاحتلال غير متحمس لها وهذا ما كشفته تصريحات رئيس وزرائه قال فيها انه «قد يقبل بوقف إطلاق النار، لكن بشرط عدم إنهاء الحرب ضد حماس، مع تاكيده المستمر بان هدفه يتمثل في القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس، والهدف جعل حركة حماس غير قادرة على ادارة القطاع في المستقبل ضمن تصورات يروج لها الاحتلال في علاقة بمسالة «اليوم الموالي».

هنا يسوق الاحتلال الى انه غير معني بتقديم تنازلات من اجل انهاء الحرب قبل استكمال كل الامكانيات المتاحة له الي حين تولى الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب للسلطة، والاستفادة من مواقفه الداعمة له، واخرها تدوينته التي قال فيها انه «اذا لم يقع الافراج عن الاسرى ستواجه المنطقة الجحيم».

مراهنة الاحتلال على ان الادارة الامريكية القادمة قد توفر له مزيدا من الوقت لدفع المقاومة الفلسطينية الى تقديم تنازلات تتضمن ملف ادارة القطاع بعد الحرب بالاستفادة من الدعم المحتمل للرئيس الامريكي، دعم تريد ان تستخدمه ورقة ضغط على الجانب الفلسطيني وعلى كل الفاعلين في المنطقة.

هذا قد يصطدم بالتطورات الاخيرة بتحقيق المقاومة لتقدم ملحوظ، من ذلك المفاوضات الجارية بين «حماس» و«فتح» من اجل ادارة قطاع غزة بعد الحرب، كذلك المواجهات العسكرية خلال اليومين الفارطين والتي وجهت فيهما المقاومة ضربات موجعة للاحتلال.

قدرة المقاومة على مزيد الصمود وحسن ادارة الصراع العسكري مع الاحتلال عنصر في صالحها خاصة في ظل تغير مواقف العواصم الغربية الذي يسعى الى الضغط من اجل وقف اطلاق النار لوضع حدا لمأساة الفلسطينين ومعاناتهم خاصة في شمال قطاع غزة، خاصة بعد الاحكام القضائية الدولية الصادرة ضد قادة الاحتلال قادته.

شهدت التوازنات تغيرا كبيرا بين بداية الحرب واقترابها اليوم من شهرها الثالث في عامها الثاني، مع ما فرضته من ضغوط داخلية على الحكومات الغربية من قبل الشارع المحتج ضد الحرب او او جراء ارتفاع التكلفة الاقتصادية للحرب وانعكاساتها.

هنا تستفيد المقاومة من هذا العامل كذلك من ارتفاع حدة التوتر داخل دولة الاحتلال وتصاعد الاصوات التي تطالبها اليوم بانهاء الحرب والذهاب الى صفقة مع المقاومة لتجنب انجرار المنطقة الى ازمة في ظل استقرارها الهش غير القادر على مزيد الصمود في ظل حرب ابادة خسر فيها الاحتلال الكثير

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115