وان يراكم عليه لترسيخ نفسه في الخارطة السياسية التونسية كاحد ابرز وجوه المعارضة لسلطة سعيد. ولم يقتصر المغزاوي على نقده ونقد سياساته وخطابه بل طالبه بتحديد موقفه من الاستحقاق الرئاسي لـ 2029.
وقد كشفت هذه الخطوة التي اتخذها المغزاوي والتي اجلها الى ما بعد خطاب التعيين يوم الاثنين الفارط عن ان هذا الرجل اراد ان ينتظر استكمال المشهد السياسي واتضاح وجهة رئاسة الجمهورية في العهدة الثانية وهذا ما حصل يوم الاثنين الفارط في خطاب الرئيس امام البرلمان.
خطاب انتقده المغزاوي واشار اليه في بيانه الاخير بقوله: «انه لا يحمل اي بوادر لتهدئة الوضع السياسي في البلاد» بل أنه يقدم خطاب «تهديد وتقسيم للتونسيين» كما لم يقدم اي برنامج واقعي للتونسيين، وقد اعتبر المغزاوي ان قراءة ارقام الانتخابات تقدم للتونسيين مشهدا سياسيا مغايرا لما يقع تقديمه في الخطاب الرسمي او من قبل انصار السلطة.
وفق قراءة المغزاوي، بينت الانتخابات الرئاسية الاخيرة ان اغلبية التونسيين انقسموا بين عازفين عن المشاركة، وغير مبالين، ومقاطعين للانتخابات بما يشكل 70 ٪ من الجسم الانتخابي، و اعتبر ذلك دليلا على ان الانتخابات لم تجر في مناخ سليم بل في مناخ انتشر فيه «الترهيب والخوف» اضافة الى خيبة امل الشباب من مآل 25 جويلية.
مسار قال ان الرئيس فشل فيه في ملفاته الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، وان هذه الملفات كانت على راس اهتمامات المغزاوي الذي كان قد تعهد لناخبيه في الاستحقاق الانتخابي وللتونسيين عامة بان يكون «صوتا قويّا لهم من أجل الدفاع عن القضايا العادلة والتي في مقدمتها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحريات التي فشل فيها الرئيس فشلا ذريعا».
وقد خصص المغزاوي في بيانه حيزا هاما للساحة السياسية وقد قدم نفسه كوجه بارز في المعارضة وارفق نقده للرئيس بخطوتين اضافيتين، الاولى توجيه الدعوة لكل القوى الديمقراطية والاجتماعية الى قراءة نتائج الانتخابات ومسارها للاستعداد مبكرا للانتخابات الرئاسية القادمة ودعا الرئيس سعيد الى الى اعلان موقفه منها.
ما قصده المغزاوي الرغبة في ان تطرح للنقاش العام في المشهد السياسي التونسي مسالة العهدة الرئاسية، والاهم التزام الرئيس باالاكتفاء بعهدتين، وهذا ما يقوله صراحة المغزاوي بطلب « حسم الجدل نهائيا بخصوص قضّية الترشح للانتخابات القادمة». ودعا رئيس الجمهورية الى «احترام المعايير الديمقراطية الدستورية» والاكتفاء بدورتين رئاسيتين والاعلان عن ذلك لقطع الطريق «على المناشدات والتلاعب بالدستور».
هذه الخطوات التي اقدم عليها المغزاوي تبين ان الرجل يرغب في اعادة تشكيل توازنات المشهد السياسي وفق قراءة تنطلق من استيعاب نتائج الانتخابات الرئاسية ودلالاتها من قبل الرجل ومن قبل السلطة كذلك من قبل القوى الاجتماعية التي تحالف معها الرجل قبل 25 جويلية 2021، وهو يرغب اليوم في اعادة رص الصفوف صلبها لتشكيل جبهة معارضة والمناقشة حول المترشح القادم للرئاسية.
واستنتج المغزاوي ان تاخر بروزه في المشهد السياسي كخصم ومنافس ومعارض للسلطة نجمت عنه نتائج الانتخابات الراهنة. لتفادي تكرر الامر اختار اليوم ان يتحرك مبكرا وان يعلن نسفه معارضا لقيس سعيد.