رسائل صريحة ومباشرة الى السلطة التنفيذية التي ذكّرها بتحركه في 2 مارس الفارط وبأنه «قوة لا يمكن لمتعنّت أن يتجاهلها» فهو قادر على التصدي والمواجهة دفاعا عن المكاسب والحقوق.
كلمات قد تذكر السامع للأمين العام بخطابات سابقة رفع فيها الاتحاد سقف الخطاب والمطالب، وان تشابه الكلمات سابقا وحاليا، لا يجب ان ينظر اليه دون العودة الى 2 مارس الفارط و التحرك الاحتجاجي الذي قاده الاتحاد أمام مقر الحكومة بالقصبة، والذي يعتبره قادة الاتحاد نقطة فاصلة بين مرحلتين.
ما قبل 2 مارس نقطة وما بعده نقطة اخرى، وهذا ما بحث الاتحاد عن ترسيخه في خطابه الموجه للسلطة وباقي الطيف السياسي التونسي، فالاتحاد الذي رفض التصعيد سابقا سعيا الى تجنيب البلاد هزات عنيفة في وقت تمر فيه بأزمات متنوعة، أما اليوم فانه لن يرفض التصعيد معتبرا ان السلطة اساءت فهم خياره معتبرة اياه مؤشر ضعف فاختارت تجاهل الاتحاد.
تجاهل لمح الاتحاد إلى انه خطأ لن يمر بسلام، فالاتحاد الذي تتمسك قيادته باعتباره القوة البارزة في البلاد سيواجه تجاهل السلطة بسياسات عنوانها الأبرز «التصدي»، تصد «للسياسات اللاشعبية، وفشل الخيارات الحكومية» التي أثرت سلبا على معاش التونسيين، بل يذهب الى أبعد من ذلك برسالة مشفرة حملتها العبارات التي تلاها الطبوبي بدقة من نص خطابه المعد سلفا «سنتصدّى لكلّ من يستغل الحالة الاستثنائية التي تمر بها بلادنا ليُمعن في التنكيل بالشعب والعمال عبر إجراءات لا شعبية».
هنا حتى وان حرص الأمين العام للاتحاد على جعل خطابه موجها الى السلطة دون تحديد المشمول بعباراته التصعيدية: الرئاسة ام الحكومة؟ الا انه كان واضحا في إدانته للسياق السياسي الراهن اذ يعلن ان منظمته غير مرتاحة مطلقا للمناخ السياسي السائد الذي يعتبره الاتحاد مناخا طغى عليه التفرّد والتعنّت والإقصاء وتصفية الحسابات والانتهاكات والضغوط».
مناخ يرى الاتحاد انه يقود البلاد الى انسداد ومأزق لن يكون في صالح اي طرف، وهذا ما يرغب الاتحاد في وضع حد له دون ان يحددّ الكيفية، ويقتصر خطاب الاتحاد على ما يعتبر أنه أخطاء السلطة ومنها رفض الحوار الاجتماعي والسياسي والتعنت وعدم التفاعل مع مكونات المجتمع التونسي وتوتير المناخ العام وانتهاك الحقوق والحريات وتوظيف القضاء وتصفية الحسابات وغيرها من الصفات التي حملها خطاب الأمين العام.
خطاب اعلن فيه الاتحاد عن استعداده للتحرك والدفاع عن حقوق منظوريه، ولوح باوراق قوته في وجه السلطة مع التلميح الى ان سياساته ستتغير دون اعطاء تفاصيل يبدو انه تركها لتقديرات قادته عندما يفرض السياق السياسي الكشف عنها.
ما بحث عنه الاتحاد يوم أمس استعادة زخمه وتوحيد صفوفه في انتظار الخطوة القادمة التي قد يعلن عنها مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، وما يفهم من خطاب الامين ومن شعارات النقابين في بطحاء محمد علي او في شارع الحبيب بورقيبة، ان المعركة قادمة وان الاتحاد سيحدد زمنها، اي انه سيكون المبادر والفاعل وقد تكون هذه اهم رسالة وجهت امس للجميع. فالاتحاد يقدم نفسه اليوم قوة كبرى في وجه السلطة