في الرابع من مارس الماضي بين الرؤساء الثلاثة، قيس سعيد وعبد المجيد تبون ومحمد يونس المنفّي، بمقتضى انعقاد لقاء كل ثلاثة اشهر بين قادة تونس وليبيا والجزائر، وتسوق بعض الدوائر القريبة من دوائر الحكم في الجزائر بأن ذلك تأسيس لتحالف اقليمي جديد.
هذا اللقاء الذي اعلنت عنه الرئاسة التونسية في بلاغ لها يوم السبت الفارط أشار إلى ان رئيس الجمهورية قيس سعيد وجه دعوة الى الرئيس الجزائري والى رئيس المجلس الرئاسي الليبي لعقد «الاجتماع التشاوري الاول بين قادة البلدان الشقيقة» واقتصر نص البلاغ على هذه العبارات وتجنب كما كان يرد في البلاغات الرئاسية السابقة بشان مشاركة الرئيس قيس سعيد في قمة الدول المصدرة للغاز بالجزائر الاشارة الى طبيعة هذا القاء الدوري أو الهدف منه.
في الرابع من مارس الفارط، وعلى هامش قمة الدول المصدرة للغاز، التقي القادة الثلاثة في لقاء اصدرت بشأنه الرئاسة لجزائرية بيانا صحفيا مقتضبا جاء فيه ان «الرؤساء تدارسوا في لقائهم الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية» واستنتجوا ضرورة «تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب»، وتم الاتفاق على ان يصبح اللقاء دوريا كل ثلاثة أشهر.
مبادرة جزائرية قال عنها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، انها «تهدف إلى سد فراغ تركه اتحاد المغرب العربي الذي قال عنه الوزير انه « يعاني من شلل تام»، وذلك ما قاله أيضا في جولته المغاربية التي قادته الى تونس وليبيا وموروطانيا في فيفري الفارط، وسلم خلالها رسائل خطية من الرئيس تبون الى قادة الدول الثلاث.
رسالة لم يفصح عن مضمونها من قبل اي طرف الى ان تحدث عبد القادر بن قرينة رئيس حزب «حركة البناء الوطني»، المشارك في الحكومة الجزائرية بوزيرين، وكشف عن موقف اعتبر انه يعكس توجه السلطات الجزائرية الى «بعث مشروع اتحاد المغرب العربي وإحياء مؤسساته وإيجاد صيغ جديدة لتفعيله».
تصريحات وتحركات جزائرية جعلت من اللقاء الثلاثي في العاصمة الجزائرية في مارس الفارط نقطة تحول، خاصة وان الرئيس عبد المجيد تبون لمح الى سعي بلاده لتأسيس اتحاد مغاربي جديد، وذلك ما أشارت اليه صحيفة «الخبر» الجزائرية القريبة من دوائر الحكم في عددها الصادر يوم الاحد 21 أفريل 2024 والذي ورد فيه مقال بعنوان «تبون وسعيد والمنفي في قمة تشاورية في تونس: مغرب عربي جديد»، مقال كشف عن فحوى اللقاء الاخير بين الرئيس تبون ووسائل اعلام جزائرية وقال فيه: «انّ للجزائر مشروع انشاء تكتل مغاربي» وذلك من منطلق «الفراغ الموجود حاليا على المستوى الإقليمي وانعدام أي عمل مغاربي مشترك» دون ان يغفل عن الاشارة الى ان «الباب مفتوح للجميع» لتجنب ان يسوق التحالف الاقليمي الجديد على انه موجه ضد المغرب او أي طرف آخر.
زخم التطورات المتعلقة باللقاء والجدل الذي رافقها لم يكن كافيا لدفع السلطات التونسية للكشف عن موقفها منه او من تشكيل تحالف اقليمي جديد سيرافقه اعلان ضمني عن نهاية الاتحاد المغاربي الذي أسس في فيفري 1989.
صمت قد لا يمنع التداعيات المرتقبة للقاء الثلاثي الذي حرصت السلطة التونسية على تجنب تبويبه او وضع اطار سياسي له