قادة الاحتلال الصهيوني يرفضون إقامة دولة فلسطينية: أي موقف للدول العربية ولدول الاتفــاق الإبــراهيمي؟

تتالت خلال الساعات القليلة الفارطة تصريحات قادة الاحتلال الصهيوني

بشكل فج لتعلن عن رفضهم لإقامة دولة فلسطينية، نظرا الى ان هذه الدولة -حتى وإن كانت منزوعة السلاح كما تقترح ذلك إدارة جو بايدن- ستمثل خطرا وجوديا على الكيان الذي تناور حكومته منذ يوم الخميس الفارط سياسيا لتحقيق مكاسب عبر التلويح بنسف أبرز بنود صفقة السلاح الأمريكية الحليف الوحيد المتبقي له.

هذا الموقف الصريح لحكومة الاحتلال الصهيوني من إقامة دولة فلسطينية أعلن عنه يوم الخميس الفارط حينما أطل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في تصريح إعلامي كان أبرز ما جاء فيه: رفضه لفكرة إنشاء دولة فلسطينية وذلك ساعات قليلة قبل الاتصال الهاتفي الذي جمعه بالرئيس الأمريكي جو بايدن والذي اعتبر استعادة لنسق العلاقات بينهما اثر فتور وانقطاع الاتصال بينهما خلال الأسابيع الثلاثة الفارطة.

اتصال هاتفي اصدر بشأنه البيت الابيض بيانا وقدم المتحدث باسمه تصريحات ابرزها ان الرئيس الامريكي جو بايدن «حث نتنياهو على الموافقة على إنشاء دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة» وعرض عليه عدة خيارات تحد من السيادة الفلسطينية من بينها وفق صحيفة «نيويورك تايمز» «دولة فلسطينية منزوعة السلاح» ولا تهدد أمن الاحتلال وذلك ما سوقه كذلك بايدن امام الصحفيين الذين قابلهم بعد المكالمة الهاتفية «توجد عدة أشكال من حلول الدولتين... اذ توجد عدة دول أعضاء في الأمم المتحدة التي لا تمتلك جيوشها الخاصة وعدد من الدول التي تفرض عليها قيود». وهذا شكل الدولة الوحيد الذي تقترحه الادارة الامريكية اليوم بعد أكثر من 100 يوم من الحرب على قطاع غزة وتحظى اسرائيل بدعم أمريكي سياسي وعسكري، ينعكس في تتالي المقترحات التي تقدمها الإدارة الأمريكية للاحتلال ورفض الأخير لها رغم تسويقها بأنها تهدف لضمان أمنه من ذلك أن تتولى نسخة معدلة من السلطة الفلسطينية ادارة الضفة وقطاع غزة بعد القضاء على «حماس».

هذا الصلف الصهيوني الذي عبر عنه أكثر من 5 وزراء في حكومة الاحتلال اضافة الى رئيسها لا يقتصر على الكشف عن التصور الصهيوني للصراع وكيفية حله ولا عن «الحتمية الصهيونية» لاحتلال بقية الأراضي الفلسطينية بل يكشف عن عمق ازمة ادارة جو بايدن وسياستها الخارجية في الشرق الاوسط، خاصة بعد ان نسف اليمين الصهيوني حليفها البارز جوهر صفقتها السياسية لتطبيع العلاقات بينه وبين الدول العربية، اضافة الى تهديد المنطقة بحرب إقليمية تهدد المصالح الامريكية.

حرج امريكي وورطة كشفها تمسك عدد من المسؤولين وفق وسائل اعلام امريكية بخريطتهم السياسية وإعلانهم عن أنهم يواصلون الضغط على الكيان من اجل اقامة دولة فلسطينية، وانهم لن يتعاملوا مع تصريحات وزراء الاحتلال باعتبارها «الكلمة الاخيرة» مع تجاهل ان هذه التصريحات الصادرة اليوم عن قادة الاحتلال تكرار لتصريحات سابقة كان آخرها في شهر جوان الفارط.

في خضم كل هذا يعم الصمت منطقة الشرق الاوسط ولا يصدر أي موقف ضمني أو صريح بادانة التصريحات او التلويح بالانسحاب من الاتفاق الابراهيمي القائم بالأساس على فكرة التطبيع مقابل إقامة دولة فلسطينية، والذي بموجبه قامت أربع دول بالتطبيع مع الاحتلال.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115