بعد انقضاء المهلة: شركة بتروفاك تقرر مغادرة البلاد نهائيا وحوالي 200 عامل يحالون على البطالة

رغم جلسات التفاوض التي قامت بها حكومة يوسف الشاهد ومتابعته الشخصية لهذا الملف منذ حوالي الأسبوعين ورغم الحلول المقدمة والتي وافق عليها المحتجون في البداية قبل أن يغيروا رأيهم ويقدموا مطالب جديدة تعجيزية، تعمقت أزمة الشركة النفطية بقرقنة «بتروفاك»

خاصة بإعلانها ‘’القوة القاهرة’’ أي تعليق جرايات العاملين بها مع تأمين الدولة للمعدات ومقر المؤسسة.

بمغادرة شركة بتروفاك البلاد إلى وجهة أخرى، علما وأن فرعها في تونس لا يمثل إلا 1 % من نشاطها ، عدد آخر من العاملين يضاف إلى صفوف المعطلين عن العمل، إذ وفق مصادر مطلعة، تشغل الشركة حوالي 200 عامل بصفة مباشرة وحوالي 262 بصفة غير مباشرة، يتحصلون على منح في إطار التنمية الخاصة بجهة قرقنة، كما أن الشركة يمكن أن ترفع قضية دولية ضدّ البلاد، ذلك أن العقد الممضى ينص على أنه في حالة مغادرة الشركة لأسباب مرتبطة بـ«القوة القاهرة»، فإن الدولة التونسية ملزمة بدفع تعويضات، والسؤال المطروح من سيدفع هذه التعويضات في حال تمسكت الشركة بذلك والبلاد في وضع اقتصادي صعب.

مطالب المحتجين تتغير بين اللحظة والأخرى
وفق بعض المصادر المطلعة فإن الشركة قد نفد صبرها، أكثر من 8 أشهر تعطيلات دون إنتاج وخسائر مالية كبيرة، وتعمل على الضغط على الحكومة من أجل إيجاد حلول لها واستئناف الإنتاج أو مغادرة البلاد، كما أن الشركة منذ حكومة الحبيب الصيد تنتظر التزاما بحلّ المشكل الاجتماعي لكن لم تتمكن الحكومة من ذلك، وقد سعى الشاهد بعد توليه رئاسة الحكومة رفقة فريقه الحكومي إلى العمل على معالجة الأزمة وقد نجحت في ذلك قبل أن تتدخل أطراف أخرى لإفشال ذلك، أطراف تنتمي إلى أحزاب سياسية، التحرير ونداء تونس والجبهة الشعبية وكذلك من اتحاد المعطلين عن العمل، فالحلّ ليس مرتبطا فقط بواقع أهالي جزيرة قرقنة بل بالممثلين عن المجموعات المحتجة. وأضافت ذات المصادر أنه في إطار مسار المشاورات منذ أسبوع فإن المعتصمين يقبلون في مرحلة أولى بالحلول المقدمة وبعد 3 أيام يتراجعون عنها، وهذه المسألة تكررت في عديد المرات.

اتجه الوضع في جزيرة قرقنة نحو الأسوأ خاصة مع انسحاب الأمن، وضع أجبر الشركة على اتخاذ قرار المغادرة نهائيا تراب البلاد بعد انقضاء المهلة الزمنية التي منحتها لحكومة الشاهد، إلى غاية منتصف نهار يوم أمس، لتضاف بذلك هذه الشركة إلى قائمة الشركات المغادرة بعد الثورة، ووفق مصادرنا فإن مغادرة بتروفاك ليست فقط مرتبطة بتعطل الإنتاج، رغم أن لها الحقّ الكامل في ذلك لأنه ليس هناك أي شركة قادرة على تحمل الوضع لمدة 8 أشهر، بل بنزول أسعار البترول في السوق العالمية، مضيفة أن الشركة قررت منذ 12 سبتمبر الجاري بصفة مبدئية مغادرة البلاد ولكن بعد الاتصالات التي وقعت من الحكومة واتحاد الشغل وأهالي قرقنة، قررت تأجيل القرار إلى غاية يوم أمس لكن دار....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115