وتحت شعار «نحب الحياة كما لا يحب الحياة أحد» قرّرت وزارة التربية إطلاق حملة وطنية للصحّة النفسية في الوسط المدرسي موجّهة للتلاميذ والمعلّمين والأولياء، لمعالجة هذه الظاهرة والتصدّي لها.
تهدف هذه الحملة التي انطلقت منذ 15 جانفي المنقضي، إلى نشر ثقافة الحياة أمام ثقافة الموت التي استشرت في المجتمع، وذلك من خلال تخصيص 20 أخصائيا نفسيا للتواصل مع التلاميذ بطريقة علمية، وإحاطتهم بالعناية اللازمة للتصدّي لهذه الظاهرة، حسب ما أكّدته المكلّفة بمهمة لدى وزارة التربية والمشرفة على الحملة الوطنية للصحّة النفسية في الوسط المدرسي، إلهام بربورة لـ«المغرب»، سيما بعد تفاقم حالات الانتحار لدى هذه الفئة وبلوغها حسب تقرير المرصد الاجتماعي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية «الانتحار ومحاولات الانتحار في تونس» لسنة 2015، 9.84 بالمائة، تنقسم إلى 3.64 بالمائة ذكور و6.19 بالمائة إناث.
وقد تعدّدت أسباب الانتحار بالنسبة للأطفال واختلفت حسب التقرير، غير أنّه سجّل 7 حالات انتحار تعود لأسباب دراسية، و5 حالات تعود لأسباب عائلية، كما أشار المرصد إلى أن أكثر حالات الانتحار المرصودة كانت في شهري أفريل وديسمبر، وهي فترات الإعلان عن نتائج الامتحانات الثلاثية، ما يرجع أسباب الانتحار لدى الطفل أساسا إلى الوسط المدرسي والعائلي، أما بالنسبة للجهات التي شهدت أكبر نسبة في حالات الانتحار لدى الأطفال، فكانت القيروان وبنزرت ونابل والقصرين وقفصة.
هذه الحملة حسب إلهام بربورة، حقّقت نجاحا في جميع المدارس التي زارتها، ولمدّة ثلاثة أيام مفتوحة، يُخصّص اليوم الأول والثاني للتعهّد النفسي وهو عبارة عن جلسات مع مختصّين نفسيين، أما اليوم الثالث فهو عبارة عن تتويج بعرض بعض المواهب للتلاميذ، ما يخلق لديهم حسّ المنافسة، ويجعل بعضهم سفراء لمدارسهم، شعارهم «لاشيء لنا أو عنا، دوننا».
وقد أكّدت المشرفة على «الحملة الوطنية للصّحّة النفسية في الوسط المدرسي، أن الحملة الموالية ستكون لمدّة أسبوع كامل للصحّة النفسية في بن قردان، وذلك بعد عطلة الربيع مباشرة، مشيرة إلى استمرار هذه الحملة، وبداية من السنة الدراسية القادمة، سيتمّ تخصيص أسبوع وطني قار للصّحّة النفسية مباشرة بعد عطلة كل ربيع.