أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي لـ«المغرب»، ان وحدات من الجيش عاملة بالمنطقة العسكرية العازلة ببن قردان اشتبكت مع مجموعة من المهربين على متن 7 سيارات تهريب، 3 منها قادمة من التراب الليبي، وذلك بعد رفض المهربين الامتثال لأمرهم بالتوقف.
وقال ان التشكيلة العسكرية، رصدت المهربين عند الساتر الترابي، الفاصل بين تونس وليبيا، وأنهم بادروا بالتدخل وفق الإجراءات المتبعة وهي طلب التوقف والامتثال ومن ثمة إطلاق أعيرة نارية في الهواء، وتبادل إطلاق النار مع المهربين الليبيين الذين كان رد فعلهم على التحذيرات إطلاق النار والتوغل في التراب الليبي.
ليكشف الوسلاتي ان السيارات السبعة كانت عند تخوم الساتر الترابي اين بات المهربون يتبادلون السلع المهربة دون الدخول سواء الى الأراضي التونسية او الليبية، وأضاف أن السيارات التونسية الأربعة ضبطت منها سيارة وحيدة دون لوحة منجيمية على متنها مهربين احدهما مصاب بطلق ناري توفي في المستشفى. مشيرا الى انّ السيارة ضبطت فيها سلع ليبية مهربة بالإضافة الى أدوية تونسية كان يزمع تهريبها الى ليبيا.
هذه الحادثة أكد الوسلاتي أنها ليست الأولى وان الحاجز الترابي بات منطقة لتبادل السلع وان المهربين من الجانب الليبي يعتمدون إطلاق النار على الدوريات العسكرية لتامين عملية نقل السلع وفرار السيارات، وهو ما نبهت وزارة الدفاع التونسية إلى أنها لن تتساهل معه وستواجه اي إطلاق نار او رفض للامتثال للأوامر بالقوة.
تحذيرات أكد الوسلاتي إنها موجهة للمهربين من الجانبين، فالتشكيلات العسكرية في المنطقة العازلة لها تعليمات بتقييم الوضع واتخاذ قرار التدخل والتصعيد، لكن هذا يستثني الجماعات الإرهابية، التي سيقع التصدي لها بالقوة حال التفطن إليها مباشرة. ففرضية استغلال الجماعات الإرهابية لذات الطريقة المتبعة من المهربين، تدركه القوات العسكرية التونسية وتعالجه بمقاربة واضحة.
وهي مقاربة عسكرية تقوم على التصدي للإرهابيين والاشتباك معهم ومراقبة الحدود لمنع تسلل السلاح والأفراد، فوزارة الدفاع التونسية تحرص على هذا الدور دون ان تورط نفسها في ادوار أخرى قد ينتهي بها الأمر وسط جدل شعبي، خصوصا وان المناطق الحدودية تحركت في عدة مناسبات وشهدت احتجاجات ضد فرض خناق على التهريب والتجارة الموازية.
العنصر الاجتماعي الذي يبرز بقوة في المناطق الحدودية الجنوبية، تراهن عليه الجماعات الإرهابية، وذلك وفق أدبياتها للقيام ببعض التحركات واستغلال التهريب والمهربين أو الدفع الى ازمة في تلك المناطق لاحداث فوضى نسبية قد تستغل لتسلل الارهابيين او تمرير السلاح. ولا تقتصر العلاقة بين التهريب والإرهاب، على المنافع المتبادلة، التي قد تشهد الانتقال الى عملية تامين عمليات التهريب لكسب ولاء المهربين او لتوفير الموارد المالية.
فعنصر التمويل وضمان موارد مالية هامة، هو سمة العلاقة بين الإرهاب والتهريب، فالجماعات الإرهابية تعتمد على التهريب كمصدر أساسي لتمويلاتها وكشبكة للتحرك السهل بين الحدود وقطاع مناسب للاستقطاب وكسب الولاءات.
ذات الولاءت مكنت المجموعة الارهابية التي حاولت استهداف مدينة بن قردان من التسلل الى المدينة وتهريب الاسلحة اليها، وذات الولاءات جعلت من عملية التسلل من والى التراب التونسي الى ليبيا امرا يسيرا على الجماعات الارهابية، التي تخوض الدولة ضدها حربا بلغت عامها الرابع.