اكد ابو الغيط ان اختياره تونس كأول وجهة بعد توليه مهامه في اوت لم يأت صدفة مشيرا الى ان تونس لها مفاهيمها المبنية على الانفتاح والرقي ولها تاريخ من الحضارة الامر الذي يمكنها من معالجة مشكلات الحاضر.. وتجدر الاشارة الى ان زيارة الأمين العام تأتي قبيل تولي تونس رئاسة الدورة العادية 146 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التي تنطلق أشغالها يوم 5 سبتمبر 2016 بالقاهرة، للتشاور والتنسيق بخصوص مختلف المسائل والقضايا المطروحة على جدول أعمال الدورة.
الملف السوري
قال ابو الغيط ان لقاءه مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ووزير الخارجية وعدد من المسؤولين التونسيين تمحور حول كيفية ارجاع دور الجامعة العربية في كافة القضايا الملحة وعلى رأسها المسالة السورية . واوضح ان سوريا على سبيل المثال لديها ما يقرب من 15 مليون مواطن سوري بين لاجئ و نازح في انحاء العالم العربي».
وتحدث عن المأساة الكبرى التي يعيشها الطفل السوري المشرد الذي حرم من التعليم المناسب ،مبينا خطورة ان يؤدي ذلك الى تنشئة عشرات الآلاف من المشردين او الارهابيين .
الازمة الليبية..اي تحرك؟
وفيما يخص المشهد الليبي أوضح ابو الغيط ان الوضع الليبي اصبح بؤرة تهديد للمجتمع الليبي نفسه مثلما يمثل تهديدا لأبناء ليبيا ولدول الجوار . وقال ان هذا الامر يتطلب ان نتحرك فعليا كعرب لنستطيع ان نعالج هذه المشكلات . واضاف ان ذلك كان محور حديثه مع وزير الخارجية التونسي باعتبار ان تونس ستترأس الدورة المقبلة لمجلس جامعة الدول العربية. وفي رده على اسئلة الصحفيين فيما يتعلق بموقف الجامعة مما يحصل اجاب قائلا :«صحيح ان الجامعة ليست لها مساهمات قوية في ليبيا وهي تعترف بالبرلمان الليبي وحكومة الوفاق وتتفق بذلك مع مجلس الامن الدولي، ولكن اللقاءات مع الشخصيات الليبية كشفت عن رغبة لديها بإرسال مبعوث عربي ذي مهمة محددة يستطيع ان يتفاعل ويكون نافذة للعرب على الوضع الليبي. واردف قائلا : «ومازلنا في مسار التقييم ونعتقد ان الاجتماع الوزاري القادم سيمكننا من صياغة رؤية محددة للجامعة العربية تجاه المأساة الليبية» .
نحو حوار عربي -عربي
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية اضاف ان الجامعة ستدرس مجمل المبادرات المطروحة مع امكانية الذهاب لمجلس الامن لاستصدار قرار جديد مبينا ان اي تحرك يجب ان يكون مرفقا بدراسة مدققة لما يمكن القيام به والنتائج التي يمكن تحقيقها . وقال ان اللقاءات العربية غير الرسمية في مستوى الوزراء هي من الاهمية بمكان لأنها تمكن من ادارة سجال هادئ يمكن من خلاله التوصل الى المزيد من التفاهمات. واعرب عن جهوزية امانة الجامعة العربية لإعطاء كل امكانياتها من اجل مساندة تونس خلال توليها رئاسة المجلس الوزاري للجامعة العربية.
أي دور لتونس؟
من جانبه اكد وزير الخارجية خميس جهيناوي ان المباحثات مع الامين العام للجامعة دول العربية تناولت عديد القضايا وكانت فرصة لتدارس الوضع العربي الراهن وما يمكن ان تقوم به تونس التي ستترأس بداية من 8 سبتمبر الدورة العادية 146 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية. واضاف ان اللقاء مع ابو الغيط كانت فرصة لتدارس كيفية اعادة الهيكلة والنظر في مهام الجامعة كما يترقبها الرأي العام العربي والدول العربية من اجل جلب الحلول للقضايا العربية . واكد على ضرورة انقاذ دور الجامعة العربية الذي تراجع بصورة ملحوظة خلال السنوات الماضية .