الإجرامية التي راهنت على احتلال تراب بن قردان الآمن و السيطرة على سكانه بإقامة إمارة داعشية .
«المغرب» تحولت إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس و تحدثت إلى الجريح الذي كان يتحدث بصعوبة إثر العملية الجراحية التي أجريت عليه مساء الجمعة 11 مارس 2016 :
«اسمي فرحات . . . مواطن من معتمدية بن قردان أبلغ من العمر 28 سنة أعزب وأشتغل في الفلاحة وأعتبر العائل الرئيسي لأسرتنا التي تضم عددا كبيرا من الأخوة لأن والداي قد تقدم بهما السن وظروفهما الصحية ليست على ما يرام.
العمل الذي قمت به لا أعتبره كبيرا على تونس ولا يضاهي فضائلها علينا، وإذا لا نحميها من يحميها؟ نأتي بأناس آخرين؟، وحتى إذا أتينا بهم لا يستطيع أحد منهم أن يعوض دورنا، لذا حينما تفطنت إلى وجود خلية إرهابية في أعماق غابة الريف ببن قردان أرشدت مجموعة من جيشنا الباسل ورجال الأمن إلى المكان و ذهبت معهم إلى عين المكان وهناك و حين تمت عملية المداهمة وتبادل إطلاق الرصاص استشهد عسكري وتم القضاء على إرهابيين و تعرضت أنا بدوري إلى طلقات من الرصاص أصابت إحداها حنجرتي وقطعت . . . حالتي الصحية تتماثل نحو الشفاء ولو أني أحس بآلام كبيرة لا أستطيع الكلام ولا أستطيع أن أسعل لأن كل حركة تؤثر على الجهاز التنفسي وتضر بالجروح.
في الأخير أتوجه بالشكر باسمي و باسم عائلتي لأعوان المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة الذين فضلا عن العناية الموصولة التي أتلقاها منهم ليلا نهارا فإنهم قد وفروا الإقامة إلى أهلي بالمستشفى (بيت مجهزة بالفراش والأغطية مع المأكل والمشرب). كما احتضنت عضو النقابة الأساسية بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة في بيتها أختي إلى اليوم . وأنا أعاهد تونس حينما أشفى تماما بمواصلة طريق مقاومة الإرهاب في بلادنا حتى القضاء عليه نهائيا.
الكاتب العام للفرع الجامعي للصحة عادل الزواغي أكد على أن ما قام به الإطار الصحي من أطباء وممرضين وتقنيين وفنيين تجاه كل جرحى العملية الإرهابية الجبانة هو من باب الواجب وليس مزية بل كل ذلك أقل ما يقدم لهم لأنهم ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل بلادنا وعبادها و يضيف الزواغي قائلا: «الأخ فرحات المواطن الجريح بطل قومي ساهم في دحر الإرهاب والدواعش ونأمل أن نرافقه بعد شفائه التام في الأيام القادمة إلى بن قردان معتمدية الصمود والإباء ضمن قافلة العرفان بالجميل وإكبار الدور البطولي الذي قاموا به.
وفي نفس السياق فقد غادر يوم السبت 12 مارس 2016 عون أمن تابع للحرس الوطني المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بعد أن قضى فيه 6 أيام تلقى خلالها العلاج بعد أن أصيب في المواجهات الأخيرة مع الإرهابيين بضربات على مستوى الصدر والحمد لله أنه تعافى.»
إن البطولات التي سجلها أبناء جيشنا و أمننا البواسل وعدد من المواطنين العزل في مقاومة الإرهاب لا تقل بطولة و عظمة عما قام به أبناء شعبنا التونسي في عديد المحطات النضالية ضد الإستعمار ومن بينها أحداث 9 أفريل 1938 و5 أوت 1947 و18 جانفي 1952 ومعركة الجلاء أكتوبر 1961 و التي دونها التاريخ بأحرف من ذهب تعتز بها أجيال تلو أجيال.