تفيد مصادر من البريد التونسي أن التبرعات قبل عملية بن قردان لم تتجاوز تبرعا أو اثنين في الأسبوع لكن ارتفعت وتيرتها منذ انطلاق العملية الاثنين المنقضي إلى 20 تبرعا في اليوم وتجاوزت أمس أكثر من 100 تبرع تتراوح قيمتها ما بين 10 دنانير و100 دينار.
ليست هي المرة الأولى التي تطلق فيها حملة تبرعات لفائدة عائلات وجرحى المؤسسة الأمنية والعسكرية وقد سبق وان بادرت بعض الجهات بإطلاق حملة في هذا الغرض، في قانون ميزانية الدولة لسنة 2016 تم إقرار تفعيل صندوق مكافحة الإرهاب إلا انه وفق الناطق الرسمي باسم حزب أفاق تونس وليد صفر لـ«المغرب» لم يتقدم كثيرا أي أن عدد المتبرعين لم يكن كبيرا وبقي في المستوى ذاته منذ إحداثه وبه نفس القيمة تقريبا التي وضعتها الحكومة لكن اثر أحداث بن قردان لاقت الحملة صدى وهناك إقبال على التبرع .
بعد انطلاق المواجهات في مدينة بن قرادن بين القوات العسكرية والأمنية والمجموعات الإرهابية ترددت على مسامع التونسيين في مناسبات عدة عبارة صندوق مكافحة الإرهاب وقد دعت مكنات المجتمع المدني ووسائل الإعلام للمساهمة في المجهود الوطني لمقاومة الإرهاب بالتبرع لفائدة صندوق مكافحة الإرهاب عن طريق الحساب البريدي الجاري الذي فتحته وزارة المالية تحت رقم 493000 عبر إيداع الأموال في مكتب البريد أو عبر التحويل البنكي، وأكدت وزارة المالية أن هذا الصندوق بعث بالأساس لمنح تعويضات مالية لعائلات الشهداء و تعزيز إمكانيات التدخل لمقاومة الإرهاب وقد قامت الدولة بضخ 5 مليون دينار من ميزانية الدولة لسنة 2016 في الصندوق وقد تم فتح حساب جاري لتمكين جميع التونسيين من المساهمة في دعم موارده.
وقد دعا حزب آفاق تونس الذي كان من بين المبادرين جميع المنظمات المهنية و النقابية ومختلف مكونات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى التعريف بصندوق مقاومة الإرهاب والحساب الجاري المفتوح لدى البريد التونسي حتى يتسنى لجميع المواطنين المساهمة في الجهد الوطني ضد آفة الإرهاب في السياق ذاته أكد وليد صفر ان قيادات الحزب ومناضليه تبرعوا منذ يوم الخميس الماضي مشيرا إلى الصندوق طالبت بإحداثه كل الفعاليات السياسية ومكونات المجتمع المدني ولكن مع الأسف لم يحظ باهتمام اللازم وأصبح طي النسيان وحمل المسؤولية لكل الأطراف حتى السياسية ومنها حزب آفاق تونس الذين قصروا في التذكير به والتحسيس بأهميته .
صفر بين ان عملية بن قردان ذكرت بأهمية هذا الصندوق بعد استشهاد أمنيين وعسكريين وقد تأكد الحزب بان الصندوق لم يحقق تقدما كبيرا منذ إحداثه ولذلك من المهم انخراط التونسيين في هذه الحملة معرجا على تفاعل منظمات على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل ومؤسسات حكومية على غرار وزارة التجارة ومؤسسات غير حكومية ....وأفراد مع هذه الحملة.
من جهة أخرى أعلن سليم شاكر وزير المالية أن الحكومة قررت تخصيص تعهدات إضافية بقيمة 500 مليون دينار في إطار مشروعها لمكافحة الإرهاب، وأشار سليم شاكر خلال جلسة عامة عقدت بمجلس نواب الشعب وخصصت لمناقشة ميزانية وزارة المالية لسنة 2016 أن هذه التعهدات متأتية من نفقات التنمية التي لم تستعملها الحكومة خلال سنة 2015 وأوضح انه سيتم توجيه 200 مليون دينار إضافية إلى ميزانية وزارة الدفاع الوطني و 180 مليون دينار لميزانية وزارة الداخلية و20 مليون دينار للحرس الرئاسي و100 مليون دينار للشباب والثقافة والرياضة كما أعلن الوزير أن رقم الحساب الجاري البريدي المخصص لمساهمة المواطنين في صندوق مقاومة الإرهاب هو 000 493.