الائتلاف الحاكم وتجديد الثقة في حكومة الصيد: الكلّ يبحث عن البديل لبعث نفس جديد في البلاد وإنجاح المبادرة

لئن أعربت أحزاب الائتلاف الحاكم عن رغبتها في الاجتماع للخروج بموقف موحد إزاء مسألة منح الثقة لحكومة الحبيب الصيد خلال الجلسة المقررة يوم 30 جويلية الجاري، فإنه يبدو أن هذا الاجتماع لم يعد ضروريا باعتبار أن هذه الأحزاب قد حسمت موقفها بعدم

تجديد الثقة في الحكومة، موقف أعلنت عنه صراحة كل من النهضة ونداء تونس والاتحاد الوطني الحرّ باستثناء آفاق تونس الذي تحفظ عن موقفه في انتظار اجتماع مكتبه السياسي الثلاثاء المقبل للإعلان عنه رسميا.

النهضة والنداء والاتحاد الوطني الحرّ عبروا بشكل واضح عن موقفهم الرافض لتجديد الثقة ورغم تحفظ آفاق تونس فإن موقفه يصبّ في نفس الخانة، باعتبار أن التصويت لصالح الحكومة يتعارض بالضرورة مع مبادرة رئيس الجمهورية والحال أن الرباعي يسعى إلى إنجاحها وتفعيلها على أرض الواقع من ناحية ولبعث نفس جديد، ذلك أن البلاد في حاجة للتغيير، وفق ما أكده رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، مشددا على أن ما تحتاجه البلاد اليوم هو البديل الذي طرحه الباجي قائد السبسي للرفع من مستوى الأداء الحكومي.

اجتماعات ثنائية بين الرباعي الحاكم
اجتماعات ثنائية واتصالات ومشاورات قائمة حاليا بين أحزاب الائتلاف الحاكم للخروج بتصويت موحد، ولئن أعربوا عن تقديرهم لمجهودات حكومة الحبيب الصيد فإنهم لن يصوتوا لصالحها، حيث أكد النائب حاتم الفرجاني عن حركة نداء تونس أن الحركة لن تجدد ثقتها في الحكومة، مؤكدا أن أغلبية الأحزاب لن تجدّد الثقة في حكومة الصيد رغم ترجيحه إمكانية احتفاظ حزب من الأحزاب بموقفه في هذا الشأن خلال جلسة التصويت على منح الثقة. وحسب تأكيد رئيس كتلتها سفيان طوبال فإن بقية التفاصيل سيتم الإعلان عنها عقب انتهاء الأيام البرلمانية للحركة المنتظر انعقادها اليوم وغدا. أما النائب عن دائرة إيطاليا محمد بن صوف فقد اعتبر أن المرحلة التي تمر بها البلاد صعبة وتحتاج إلى نفس جديد وكفاءات شابة، مشددا على أن الحبيب الصيد رجل جادّ ولكنّه ليس رجل المرحلة.

أسامة الصغير النائب بمجلس نواب الشعب عن حركة النهضة أكد لـ«المغرب» أن هناك اجتماعات ثنائية بين أحزاب الائتلاف الحاكم تمّ خلالها التطرق إلى مسألة سحب الثقة من حكومة الصيد والبحث عن موقف موحد مع إمكانية عقد اجتماع للتنسيقية قبل موعد الجلسة العامة المخصصة للغرض، موضحا أن توجه الحركة واضح وهو البحث عن موقف مشترك للتصويت يفتح المجال لحكومة الوحدة الوطنية مع ضمان الاحترام لرئيس الحكومة الحالي. وأضاف الصغير أن الاجتماع مازال موعده غير واضح وانعقاده مرتبط بمواقف الأحزاب الداخلية لكن يمكن أن يكون غير ضروريا باعتبار أن الموقف المشترك يمكن التوصل إليه حتى بالاتصالات والاجتماعات الثنائية.

المضي في حكومة الوحدة الوطنية
الصغير أفاد أيضا أن المشاورات بين هذه الأطراف مازالت متواصلة والحركة لها موقف سياسي واضح وهو المضي في حكومة الوحدة الوطنية وفي نفس الوقت ترغب في أن يكون موقف الرباعي في الجلسة رصينا وبعيدا عن التجاذبات ويفكر في مستقبل أفضل لحكومة تمكن من الوصول إلى النجاح بشكل أفضل مع استيعاب ما سيتم في المرحلة المقبلة، ذلك أنه في حالة عدم تجديد الثقة في حكومة الصيد وهو السيناريو المتوقع فإن اختيار رئيس الحكومة الجديد يجب أن يتم قبل 9 أوت المقبل من طرف رئيس الجمهورية حسب الدستور ورئيس الحكومة المكلف بدوره يقترح تشكيلة لفريقه في ظرف أقصاه 30 يوما. ويشار إلى أن رئيس مجلس شورى النهضة ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115