مصير الحبيب الصيد بيده: الأحزاب تأمل في أن ينتهي قرار الصيد إلى أخف الأضرار

سياسيا وبشكل رسمي باتت حكومة الصيد من الماضي، بعد ان امضي 9 أحزاب وثلاث منظمات على وثيقة اتفاق قرطاج التي تقضي في مضمونها السياسي بإعفاء الحكومة الحالية وتعويضها بأخرى، لكن العقبة الوحيدة اليوم هي تمسك الصيد بالذهاب إلى البرلمان عوضا

عن الاستقالة، وهو ما تأمل الأحزاب بان لا يقع لتجنب نفسها والرجل ما قد لا تحمد عقباه.

أملا في أن تجد كلماته أثرا لدى رئيس الحكومة وجه الباجي قائد السبسي تحية للحبيب الصيد ونوه به وبخصاله كرجل وطني، دون ان يغفل على أن رئاسة الجمهورية ومبادرتها لم تكن يوما موجهة ضدّه وان كانت المبادرة تقتضي تغيير الحكومة الحالية، التي لم يحملها رئيس الدولة مسؤولية الفشل، وإنما حملها للجميع بمن في ذلك هو.

محاولة استمالة الحبيب الصيد والمراهنة على انه «مجتهد» و»وطني» واحترام قراره بالاتجاه لمجلس نواب الشعب لعرض حكومته على الثقة او لسحب الثقة منها، يبدو ان مردّها تسهيل عملية اقناعه من المشاركين في مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية باتخاذ الطريق الايسر وتقديم استقالة حكومته عوضا عن الذهاب الى البرلمان.

هذه الرغبة عبر عنها صراحة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي شدّد على ضرورة ان يسارع الصيد يفسح المجال لبقية مراحل المبادرة وذلك بأسرع طريقة واقل تكاليف، وذلك يعني استقالته فحركة النهضة ومن منطلق حرصها على مكانة الرجل الذي وصفه الغنوشي بـ»الصديق» لا تريد له ان يتجه للبرلمان ويتعرض للاهانة خصوصا وان النتيجة ستكون نفسها أي نهاية حكومته.

مراهنة النهضة على الوصول الى حل يعفي الصيد من الذهاب الى البرلمان ذاته تبنته بقية الاحزاب، ليعبر المنجي اللوز القيادي في الحزب الجمهوري بطريقة أوضح عن ذلك بالتشديد على ان يعفي الصيد نفسه من التعرض لمواقف غير محمودة بالذهاب الى البرلمان وعرض حكومته عليه وان يجنب نفسه ذلك بالاستقالة التي اعتبرها اخف الأضرار للجميع.

لكن طلب الاستقالة ارتبط بتشديد القيادي في الحزب الجمهوري على ان يكون ذلك مرتبطا بتوجيه المشاركين في المبادرة لرسالة جماعية للصيد يشكرونه فيها على ما أنجزه وعلى دوره ويدعونه فيها إلى المساهمة في تفعيل المبادرة دون استعمال عبارة الاستقالة.
بدوره يعتبر المنسق العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق انه من الضروري تحية الحبيب الصيد وكل من اجتهد في حكومته، مع الثناء على خصاله والمراهنة على انه لن يحدث ازمة دستورية او سياسية من خلال خياره التوجه لمجلس نواب الشعب.

لكن هذا مرتبط ايضا بما سيقدمه الطرف الاخر لرئيس الحكومة، وهو ان يتحلى كل المتدخلين في الشأن العام بدرجة من الاحترام في خطابهم تجاه رئيس الحكومة، في تلميح صريح الى ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115