أملا في أن تجد كلماته أثرا لدى رئيس الحكومة وجه الباجي قائد السبسي تحية للحبيب الصيد ونوه به وبخصاله كرجل وطني، دون ان يغفل على أن رئاسة الجمهورية ومبادرتها لم تكن يوما موجهة ضدّه وان كانت المبادرة تقتضي تغيير الحكومة الحالية، التي لم يحملها رئيس الدولة مسؤولية الفشل، وإنما حملها للجميع بمن في ذلك هو.
محاولة استمالة الحبيب الصيد والمراهنة على انه «مجتهد» و»وطني» واحترام قراره بالاتجاه لمجلس نواب الشعب لعرض حكومته على الثقة او لسحب الثقة منها، يبدو ان مردّها تسهيل عملية اقناعه من المشاركين في مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية باتخاذ الطريق الايسر وتقديم استقالة حكومته عوضا عن الذهاب الى البرلمان.
هذه الرغبة عبر عنها صراحة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي شدّد على ضرورة ان يسارع الصيد يفسح المجال لبقية مراحل المبادرة وذلك بأسرع طريقة واقل تكاليف، وذلك يعني استقالته فحركة النهضة ومن منطلق حرصها على مكانة الرجل الذي وصفه الغنوشي بـ»الصديق» لا تريد له ان يتجه للبرلمان ويتعرض للاهانة خصوصا وان النتيجة ستكون نفسها أي نهاية حكومته.
مراهنة النهضة على الوصول الى حل يعفي الصيد من الذهاب الى البرلمان ذاته تبنته بقية الاحزاب، ليعبر المنجي اللوز القيادي في الحزب الجمهوري بطريقة أوضح عن ذلك بالتشديد على ان يعفي الصيد نفسه من التعرض لمواقف غير محمودة بالذهاب الى البرلمان وعرض حكومته عليه وان يجنب نفسه ذلك بالاستقالة التي اعتبرها اخف الأضرار للجميع.
لكن طلب الاستقالة ارتبط بتشديد القيادي في الحزب الجمهوري على ان يكون ذلك مرتبطا بتوجيه المشاركين في المبادرة لرسالة جماعية للصيد يشكرونه فيها على ما أنجزه وعلى دوره ويدعونه فيها إلى المساهمة في تفعيل المبادرة دون استعمال عبارة الاستقالة.
بدوره يعتبر المنسق العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق انه من الضروري تحية الحبيب الصيد وكل من اجتهد في حكومته، مع الثناء على خصاله والمراهنة على انه لن يحدث ازمة دستورية او سياسية من خلال خياره التوجه لمجلس نواب الشعب.
لكن هذا مرتبط ايضا بما سيقدمه الطرف الاخر لرئيس الحكومة، وهو ان يتحلى كل المتدخلين في الشأن العام بدرجة من الاحترام في خطابهم تجاه رئيس الحكومة، في تلميح صريح الى ....