رغم برود الاستقبال في قصر قرطاج: البحث عن مخرج مشرّف للصيد

تختزل الصورة التي نشرتها الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية الالاف من العبارات الشارحة لما بلغته علاقة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة، فلقاء هرمي السلطة التنفيذية في قاعة استقبال الضيوف ليس إلا اعلانا صريحا على ان موعد خروج الصيد قد حان ولكن

يظلّ البحث عن اخراج يحفظ للرجل مكانته التي لحقها ضرر يوم أمس حينما استقبل كـ«ضيف» لا كرئيس حكومة.

الصورة الرئيسة ليوم أمس أتت من الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، وحملت إعلانا عن دخول رئاسة الجمهورية في شبه قطيعة مع رئاسة الحكومة. فتفاصيل الصورة : رئيس الدولة يجلس وعلى يمينه رئيس الحكومة في قاعة استقبال الضيوف.

صورة نشرها الفريق الإعلامي لرئيس الجمهورية ثواني بعد انطلاق اللقاء الدوري بين الباجي قائد السبسي والحبيب الصيد رئيس الحكومة، لتكون الرسالة التي وجهت للصيد في اللقاء المغلق علنية وأمام الجميع.

والرسالة التي وجهها الباجي قائد السبسي للصيد هي ان «وقته» انتهى وانه من الأفضل تقديم استقالة حكومته، وهي رسالة لم تكن بالعبارات وإنما بتجاوز البروتوكولات المعمول بها في استقبال رئيس الحكومة. ففي لقاءاته الدورية التي تواصلت منذ تسلمه لرئاسة الحكومة في 2015 الى الأسبوع الفارط كان اللقاء بين رأسي السلطة التنفيذية يعقد في مكتب رئيس الجمهورية في أجواء رسمية، على عكس ما تم يوم أمس من لقاء لم تختلف محاوره ولا طريقة تقديمه عن لقاءات قائد السبسي بأي مجموعة من الضيوف.

وليس فقط تجاوز ما ينص عليه البروتوكول في استقبال رئيس الحكومة هي رسالة الباجي قائد السبسي للحبيب الصيد، فما تم الحديث عنه في اللقاء لم يكن سوى استعراض رئيس الدولة لرئيس الحكومة تطور مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية والمرحلة القادمة فيها.

هذه المراحل التي اعلن الباجي قائد السبسي للمشاركين في الحوار الوطني انها لن تكون باشراف رئاسة الجمهورية، لأنه لا يريد تجاوز الدستور، وهو ذات الخطاب الذي ابلغه للصيد في لقاء الأمس، الذي انتهى سريعا، دون ان يطالب الباجي قائد السبسي من الصيد تقديم استقالته.

وعدم الطلب صراحة لا يعني ان الرئيس لم يطلب ذلك تلميحا وتشفيرا، فالبلاغ الصادر عن رئاسة الجمهورية الذي كان في ثلاثة اسطر مقتضبة ورد فيها ان رئيس الجمهورية التقى برئيس الحكومة وتباحثا مسألة تطور مبادرة حكومة الوحدة الوطنية. حيث علمت «المغرب» ان ان اللقاء لم يقع فيه التطرق للملفات الاقتصادية والامنية ولم يقدم فيه رئيس الحكومة تقريرا عمّا أنجزته حكومته.

ليغادر الحبيب الصيد قاعة استقبال الضيوف وهو مدرك ان القوم انطلقوا في الإعداد لمرحلة خروجه والبحث عن كيفية «إخراج ذالك» وليعلن في تصريح مقتضب بدوره ما سبق وأعلنته رئاسة الجمهورية عن فحوى اللقاء ومضمونه، مع الإشارة الى انه يدعم المبادرة ويعمل على توفير شروط نجاحها.

ما تم يوم امس هو منعرج جديد في مبادرة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ستتلقفه الاحزاب والمنظمات الوطنية المشاركة في.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115