واستهدافهم سواء للأمنيين او العسكريين أو السياح او المؤسسات .
المخازن والذخيرة التي تم العثور عليها في مدينة بن قرادان في الحرب الجارية تبين ان تخزينها وإخفاءها ليس وليد اللحظة او تهريبه عند تسلل عدد من العناصر الإرهابية في الفترة الأخيرة بل يدل على دخولها للتراب التونسي منذ أشهر وترجح مصادر للمغرب انها منذ سنوات عن طريق استغلال مسالك التهريب وهو ما يعيد طرح إشكالية التهريب في تونس والمهربين .
«إمارة» بن قردان التي كانت هذه العناصر الإرهابية تنوى الإعلان عنها بعد سيطرتها على المدينة ليست المحاولة الأولى الا انها مختلفة عن العمليات السابقة وقد انطلقت مع ما أصبح يعرف بمحاولة الإعلان عن « إمارة سجنان» والتي كانت جريدة «المغرب» سباقة في الكشف عن مخطط المجموعات الإرهابية في تلك الفترة واختيار سجنان ومدينة بنزرت لما لها من رمزية تاريخية من ناحية وعسكرية وامنية من ناحية أخرى وظهور مفردات وكلمات «طاغوت» منذ تلك الفترة، ومدينة بن قردان أيضا لها بعد استراتيجي وجغرافي باعتبارها على الحدود مع ليبيا وما يتميز به الوضع الأمني في ليبيا وارتباط هذه المنطقة بالتجارة الموازية وقربها من مسالك التهريب والمعابر الحدودية إلا أن الفرق بين ما يحدث هذه الأيام في بن قردان وما كانت تنوى هذه المجموعات القيام به سنة 2012 في سجنان هو المرور إلى المرحلة الفعلية والنوعية.
عملية بن قرادان ليست محض الصدفة بل هي عملية مخطط لها منذ فترة وتم الإعداد لها من ناحية المادية و البشرية علما وان العثور على أسلحة متطورة لا يعد سابقة بل تم العثور على «الاربي جي» والكلاشنكوف وغيرها من قبل في حاويات وفي سلع معدة للتهريب، ولذلك فان عدد الإرهابيين المشاركين في هذه المعركة بصفة مباشرة وغير مباشرة قد يتجاوز 200 شخص من الحاملين للسلاح ومن الخلايا النائمة المساندة بالمعلومة والتموين والنقل والمساعدة على الهرب والتمويه.
تعد عملية بن قردان أهم ضربة للمجموعات الإرهابية التي تستهدف تونس وهو ما يفسر العدد الهائل من الأسلحة والذخيرة لاستعمالها فيما بعد والاستنجاد بالخلايا النائمة فضلا عن اعتقادهم الحصول على دعم من بعض الأهالي لان الهدف كان السيطرة على المدينة وعلى المؤسسات الموجودة فيها لكن العملية لم تكن مدروسة جيدا لان الوضع في تونس يختلف عن الوضع في أي بلد آخر حيث تمكنت مجموعات إرهابية من السيطرة على عدد من المدن فيها على غرار سوريا والعراق وليبيا .
مصادر امنية وعسكرية تؤكد للمغرب ان العملية ببن قردان «انتهت» لان مخطط العناصر الإرهابية قد فشل الا ان المواجهات ستتواصل لان عدد الارهابيين غير معروف وسيكون هناك هجمات ومواجهات كلما سنحت الفرصة لهذه المجموعات وتمكنت من الحصول على الآليات والأسلحة والذخيرة ولذلك فمن الضرورى إيلاء أهمية للجوانب الموازية وخاصة بالمناطق الحدودية الاقتصادية الاجتماعية والتنموية والتشغيل وغلاء المعيشة والتهريب الذي يعتبر الداعم الأول لمثل هذه الجماعات.