بعد تصريحات وزير الداخلية: عودة السؤال عن عدد التونسيين في بؤر التوتر

• حوالي 4500 إرهابي تونسي في كل من ليبيا وسوريا • منع سفر 13800 ومقتل 700 في سوريا

«رقم مبالغ فيه» وهو الوصف الذي أطلقه وزير الداخلية الهادي مجدوب على عدد التونسيين في بؤر التوتر وخصوصا في سوريا، والمقدر بخمسة ألاف شخص، دون أن يقدم رقما محدّدا ليعود السؤال مرة أخرى عن عدد التونسيين الملتحقين بتنظيمات إرهابية في كل من سوريا وليبيا، في ظل إحصائيات أممية تقارب من الرقم المدحوض.

قال الهادي مجدوب وزير الداخلية التونسي في حوار مع موقع «العربية نت» إن الإحصائيات المتداولة حول عدد التونسيين الذين التحقوا بالجماعات المتشددة مثل «داعش» و»القاعدة»، فيها مغالطات كبيرة ليشير إلى أن الأرقام التي تشير إلى وجود حوالي 5 آلاف تونسي يقاتلون في صفوف هذه التنظيمات «غير صحيحة ومبالغ فيها»، وهي أرقام تقدم تونس كبلد مصدر للإرهاب وهذا «مجانب للحقيقة». لكن الوزير لا يقدم أي رقم للاستدلال على المغالطات التي يشير إليها.
نفي الوزير ان تكون تونس «بلدا مصدرا للإرهاب» جاء لينهي مع خطاب شبه رسمي وقع تداوله منذ 3 سنوات تمحور عن الأرقام المفزعة لعدد التونسيين الملتحقين بتنظيمات إرهابية بكل من سوريا وليبيا، وصلت وفق تقديرات بعض الناشطين في النقابات الأمنية الى أكثر من 8000 شخص.

لكن الرقم الفعلي الذي أعلن عنه وزير الداخلية الأسبق لطفي بن جدو في 2014 قدّر بـ2400 شخص في سوريا فقط دون تحديد عدد المتواجدين في ليبيا، لتحل سنة 2015 ويعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الأسبق وليد الوقيني في أكتوبر 2015 ان عدد التونسيين في بؤر التوتر يبلغ حوالي 3 ألاف شخص مات منهم 700 ، وعاد منهم 500 وفق أخر الارقام الرسمية لسنة 2015، التي تشير الى ان 92 شخصا من العائدين من بؤر التوتر تم تطبيق قانون الإقامة الجبرية عليهم.

هذه الإحصائيات التي ركزت على عدد التونسيين الملتحقين بجماعات إرهابية بكل من سوريا والعراق خلال السنوات الثلاث الممتدة من 2012 الى 2015 غاب عنها عدد التونسيين في ليبيا. ليقع تدارك النقص في الإحصائيات بتقرير أعده فريق عمل التابع لمفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، كلف بمتابعة ملف المرتزقة في بؤر التوتر.

والتقرير الذي نشر في جويلية 2015 قدّر عدد التونسيين الملتحقين بمنظمات إرهابية ببؤر التوتر موزعين على سوريا وليبيا و العراق ومالى واليمن. عدد التونسيين وفق التقرير بين 5300 و5800، عاد منهم أكثر من 600 شخص فيما ظل الباقون منتشرين في كل من سوريا بأكثر من 3500 شخص، قتل منهم حوالي 800 منذ انطلاق الحرب في سوريا، فيما قدّر عدد التونسيين في ليبيا بحوالي 1500 تليها العراق التي يتواجد بها أكثر من 200 تونسي منتسبين لتنظيمات إرهابية وتحل رابعا مالي بتواجد قرابة 60 شخصا واقل منها بعشرة في اليمن الذي قدر عدد التونسيين فيه بـ50 شخصا يقاتلون في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي.

لكن هذه الإحصائيات فندتها وزارة الداخلية على لسان وزيرها الهادي مجدوب في حواره منذ يومين، ليشير إلى ان العدد اقل من ذلك، في حين ان كل الإحصائيات المنشورة سواء الرسمية او التي نشرتها معاهد دراسات ومراكز بحث دولية، تتعارض مع نفي الوزير.

فمعهد واشنطن للدراسة الشرق الأوسط يقدر التونسيين في سوريا بأكثر من 2800 دون احتساب العائدين المقدر عددهم بأكثر من 600 شخص بالإضافة إلى 1500 في ليبيا، دون تقديم عدد المنتسبين لجماعات إرهابية في العراق التي كشفت وثائق سنجار ان عددهم قبل 2007 لا يتجاوز 80 قبل ان يرتفع إلى أكثر من 200 شخص بعد 2011، دون احتساب المقتولين المقدر عددهم بـ47 شخصا.

تتعدد الإحصائيات التي تتناول عدد التونسيين الملتحقين ببؤر التوتر في العالم، على غرار أفغانستان وسوريا والعراق وليبيا ومالي واليمن، لكنها تلتقي على ان الرقم الإجمالي لهم يتجاوز حاجز الـ4500 شخص.

هذا دون إغفال عدد التونسيين الذين أعلنت السلطات أنها منعتهم من السفر والالتحاق ببؤر التوتر، الذين قدر عددهم رئيس الحكومة الحبيب الصيد أمام النواب في مجلس الشعب بحوالي 15 ألف شخص منعوا من مغادرة البلاد لشبهة نيتهم الالتحاق ببؤر التوتر. لكن الرقم الدقيق هو 13800 شخص وفق إحصائيات الثلاثي الأول لـ2016 ، بارتفاع بـ 1800 حالة منع في السنة الجارية تضاف إلى 12 ألف المعلن عنها في نهاية 2015 .

في ظل تعدد الأرقام والإحصائيات الصادرة عن أكثر من جهة تظل اعداد التونسيين الموالين لجماعات إرهابية خارج تونس، تقديرية ولكنها في كل الحالات تكشف انتشار ظاهرة الاستقطاب وانتشار الشبكات المتورطة في التسفير، ومحاولة وزير الداخلية الهادي مجدوب نفي حقيقة ان تونس «باتت دولة مصدرة للارهاب» لا تستقيم. في بلد فككت فيه أكثر من 230 خلية تسفير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115