لعضوية المكتب، الذين بدأت أسماؤهم تكشف تباعا.
حال سفر راشد الغنوشي الى فرنسا دون ان تنعقد الدورة الأولى لأشغال مجلس شورى حركة النهضة كما كان مقررا منذ 11 جوان الجاري بعد انتهاء الحركة من ترتيب مجلس الشورى وانتخاب رئيسه، وهو عبد الكريم الهاروني المقرب من راشد الغنوشي والمحسوب على شق الإصلاحيين.
تاجيل موعد انعقاد اشغال دورة مجلس الشورى المخصصة بالاساس للحسم في تركيبة المكتب التنفيذي للحركة، الى الاسبوع الاول من شهر جويلية القادم، سيوفر اسبوعا لرئيس الحركة ليمارس ما اعتاد عليه، وهو دعوة الشخصيات المرشحة لعضوية المكتب للجلوس معه واعلامه بترشيحه وتحديد الخطة التي سيشغلها.
هذا التقليد الدارج في حركة النهضة تؤكد مصادر مقربة من راشد الغنوشي انه سينطلق في تنفيذه بداية الاسبوع المقبل، وتشير ذات المصادر ان «الشيخ» انتهى من ضبط تركيبة المكتب التنفيذي ولكنه لم يعلم بها ايا من قادة الحركة.
لكن الغنوشي الذي التقى بعدد من القيادات قبل سفره الى فرنسا المح لهم عن الخطوط العريضة لتركيبته المنتظرة، فهو لن يقصي ايا من قيادة الحركة حتى اولائك الذين اعلنوا معارضتهم له ووجهوا له انتقادات حادة، على غرار عبد الحميد الجلاصي وعبد اللطيف المكي وفتحي العيادي، والآخران ترشحا لرئاسة مجلس الشورى ولكنهما لم ينجحا.
وتتضمن قائمة التلميحات التي أصدرها راشد الغنوشي في لقاءاته المتعددة خلال الأيام العشرة المنقضية، اشارة الى حرصه على الحفاظ على اغلب أعضاء المكتب التنفيذي الحالي مع تطعيمه بعدد من الوجوه الجديدة، التي يبدو ان من بينها فتحي العيادي، رئيس مجلس الشورى السابق.
ولن يكون فتحي العيادي الشخصية الوحيدة المرشحة من المحسوبين على شق المحافظين في الحركة، حيث تشير التسريبات الأولية للحركة أن راشد الغنوشي سيرشح كلا من عبد اللطيف المكي وعبد الحميد الجلاصي لعضوية المكتب التنفيذي لكن دون منحهما خططا هامة.
إذ أن راشد الغنوشي يسعى الى أن يعوض محسن النويشي، القيادي في الحركة والمحسوب على الإصلاحيين، عبد الحميد الجلاصي في خطته الأصلية وهي المنسق العام، ليكون بذلك للشق الإصلاحي اليد العليا على الهياكل في الحركة، خصوصا وان النهضة ستشهد خلال الشهرين القادمين، جويلة وأوت، انتخابات في الهياكل القاعدية للحركة يقع بموجبها الفصل بين الراغبين في العمل الدعوي والسياسي.
هذا التوجه الذي أعلن عنه مرة آخرة راشد الغنوشي من باريس ، بتشديده ان الحركة تتجه نحو التخصص السياسي وان ذلك يعني تقديم عدد من قادة الحزب التاريخيين استقالتهم للتفرغ للعمل الدعوى على غرار الحبيب اللوز.
لكن تصور الإصلاح والتغيير الذي يتبناه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ، تقابله أصوات رافضة تمثل أكثر من ثلث مجلس الشورى اليوم وهو ما يجعله أمام حتمية .....