شهد اللقاء الثالث المخصص لمشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية في قصر قرطاج يوم أمس عدّة تطورات تجعل صاحب المبادرة في أريحية، فقد التفت 3 منظمات و9 أحزاب حول مبادرته وأعلنوا دعمهم لها. وهم إتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة وإتحاد الفلاحة والصيد البحري،وكلّ من حركة نداء تونس وحركة النهضة والإتحاد الوطني الحرّ وآفاق تونس وحركة مشروع تونس وحركة الشعب وحزب المبادرة الوطنية الدستورية وحركة المسار الديمقراطي الاجتماعي والحزب الجمهوري.
هؤلاء الداعمون الذين جلسوا يوم أمس لمواصلة مشاورات اللقاء السابق، المنعقد في 15 جوان الجاري، باستثناء الحزب الجمهوري الذي يشارك لأول مرة، غادروا قصر قرطاج وقد تقاسموا تقييم موحدا للقاء وهو «لقاء ايجابي» وهو الوصف الذي أطلقه الجميع من رئاسة الجمهورية الى آخر الملتحقين بالمشاورات.
هذا التقييم يبرره أصحابه بان اللقاء انتهى على اتفاق الجميع على تشكيل لجنة تكلف بإعداد الوثيقة النهائية لبرنامج الحكومة وأولوياتها، وهو ما عبرت عنه رئاسة الجمهورية في بلاغها المعتاد اثر كل لقاء. جاء فيه ان اجتماع الأمس الذي افتتحه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بتجديد التأكيد على أهمية الحوار للوصول الى توافق واسع حول أولويات المرحلة المقبلة المطروح إنجازها على حكومة الوحدة الوطنية، انتهى الى الاتفاق على رزنامة عمل للانتهاء من المرحلة الأولى من المشاورات و إعداد وثيقة يتم عرضها خلال اجتماع الأسبوع المقبل.
والمرحلة الأولى المتمثلة في الانتهاء من تحديد الأولويات وهيكلة الحكومة القادمة، كان محول لقاء أمس الذي خصص وفق جدول أعماله لمناقشة المنهجيّة والتمشّي المعتمدين في المشاورات حول مبادرة حكومة الوحدة الوطنية. ومناقشة الوثيقة التاليفية لأولويات الحكومة (نشرتها المغرب في عددها 1478 الصادر في 21 جوان الجاري).
لكن الساعة والنصف زمن اللقاء حملت معها تعديلات لجدول الأعمال، لتطالب احزاب المعارضة بتمديد المهلة الزمنية لمناقشة الوثيقة التاليفية وتعديلها، بعد ان أرسل عدد منها بالإضافة الى الاتحاد العام التونسي للشغل مقترحات جديدة تحمل تصوره لأولويات الحكومة.
ويبدو ان حرص رئاسة الجمهورية على عدم خسارة دعم أي من الجالسين على طاولة المشاورات بقصر قرطاج جعلها تقبل بتمديد الآجال التي حددتها للانتهاء من ضبط أولويات الحكومة بالإضافة الى مراجعتها لتمسكها بان لا تتوغل الأحزاب والمنظمات في تفاصيل الأولويات كثيرا.
هذه الخطوة جعلت من اللقاء ينتهي بتوافق على أن تشكل لجنة طلب من المشاركين إرسال أسماء ممثليهم فيها يوم أمس مساءا، لتنطلق في أشغالها اليوم الخميس في الساعة التاسعة والنصف ليلا بقصر قرطاج. وقد كلّفت بإعداد وثيقة نهائية تتضمن أولويات الحكومة القادمة، على أن تعرض هذه الوثيقة على الأحزاب يوم الأربعاء القادم للمصادقة عليها والتوقيع، وفق ما اكده فيصل الحفيان مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالملف السياسي في تصريح لـ«المغرب».
اتفاق اعتبره كل من سمير الطيب الامين العام لحزب المسار الديمقراطي وزهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب، خطوة ايجابية وقالا ان أهم ما أسفر عنه اللقاء هو التوافق على إعادة تحديد الأولويات من جديد باعتبار ان أحزاب المعارضة المشاركة في المشاورات «ترغب في إثراء المقترحات» وتطويرها لتكون برنامجا فعليا للحكومة القادمة.
دون ان يغفل المغزاوي عن الإشارة الى ان التوافق لم يتم دون أن تعرب أحزاب المعارضة عن عدم.....