عقد امس السبت 18 جوان عدد من احزاب المعارضة، وهي الجبهة الشعبية والحزب الجمهوري وحركة الشعب وحزب المسار وأحزاب الميثاق (حزب العمل الوطني الديمقراطي والحزب الإشتراكي وحزب الغد وحزب الطريق وحزب الثوابت)، إجتماعا بمقر حزب المسار الديمقراطي الإجتماعي لمواصلة مناقشة مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خاصة ان الحوار الفعلي بقصر قرطاج سينطلق يوم الإربعاء 22 جوان 2016 وسيضم أربعة أطراف سياسية معارضة من جملة الخمسة المجتمعين امس.
فبعد إلتحاق الجبهة الشعبية والحزب الجمهوري بمشاورات حكومة الوحدة الوطنية بقصر قرطاج اصبح لما يشبه تنسيقية أحزاب المعارضة أربعة ممثلين في مشاورات قرطاج، بإعتبار ان حركة الشعب وحزب المسار سبقهما بأسبوع، مما يعني ان ما ستُفرزه إجتماعات هذه الاحزاب سيكون له تأثير على مسار النقاشات في قرطاج ومآلاتها.
واهم إفرازات الإجتماع الثالث لاحزاب المعارضة امس تمثل في تحديد التاريخ الأقصى لصياغة مقترحات الأحزاب في علاقة بالأولويات ومضامينها والتي عُهد الى بلورتها لـ»لجنة خبراء» وقع تركيزها منذ الإجتماع الفارط بمقر الجبهة الشعبية وتتكون من ممثلين اثنين عن كل طرف وستجتمع بصفة متواصلة وقد تم تحديد يوم الثلاثاء 21 جوان 2016 كتاريخ أقصى لإنتهائها من إعداد «ورقة اولويات ومضامين» أحزاب المعارضة بإعتبار ان اليوم الذي يليه سيكون موعد الإجتماع الموسع في قصر قرطاج، وفق ما اكده الامين العام لحزب المسار لـ«المغرب» سمير الطيب.
الاولويات متفق عليها
فالأحزاب المعارضة المشاركة في نقاشات المرحلة الاولى في قصر قرطاج تسعى الى توحيد تصورها للاولويات التي ستعالجها حكومة الوحدة الوطنية وخاصة ايجاد المشترك بينها في طرق وآليات معالجة هذه الاولويات وتضمنها في ورقة تضعها على طاولة الإجتماع المقبل، والذي سيضم 10 أحزاب سياسية وإتحاد الشغل والأعراف واتحاد الفلاحين بالإضافة الى رئاسة الجمهورية، ليكون موقف الاحزاب الأربعة «موحدا» وفق الطيب وفي أسوء الاحوال «متكاملا» وفق تعبير الناطق الرسمي للحزب الجمهوري عصام الشابي. والاولويات التي يجب ان تعالجها حكومة الوحدة الوطنية وفق ما اكده الناطق الرسمي للحزب الجمهوري عصام الشابي لـ«المغرب» لن تكون محل اختلاف بين أحزاب المعارضة وحتى بين كل المشاركين في النقاشات بقرطاج فوثيقة مبادرة حكومة الوحدة الوطنية التي أرسلتها رئاسة الجمهورية للاحزاب والتي تضمنت توصيفا للوضع في تونس و5 اولويات، وهي الحرب على الإرهاب وارساء سياسة خاصة بالمدن والجماعات المحلية ومقاومة الفساد وتبسيط الإجراءات الإدارية، لم تكن محل نقاش كبير خلال اجتماع امس.
المضامين هي الاهم
فمن ناحية بلغت وثيقة مبادرة حكومة الوحدة بعض الأحزاب المجتمعة امس بصفة متاخرة لكن ممثلي الاحزاب اعتبروا وفق ما اكده الشابي لـ«المغرب» ان الاولويات الوطنية ليست محل خلاف والاهم هو المضامين وطرق وآليات معالجتها سيكون محل نقاش صاخب في قرطاج خاصة ان رئاسة الجمهورية وضعت موعد 29 جوان 2016 كتاريخ للإنتهاء من المرحلة الاولى للحوار الذي سيُفرز اولويات وسياسات حكومة الوحدة الوطنية، وقد وقع إرفاق هذا التاريخ الاقصى بوثيقة المبادرة التي أرسلتها رئاسة الجمهورية للأحزاب.
تاريخ 29 جوان الذي حددته رئاسة الجمهورية ستسعى أحزاب المعارضة الأربعة من جهتها الى إحترامه وقد اتفقت امس على ضرورة الإسراع ولكن في المقابل يجب تجنب التسرع وفق ما افاد به الناطق الرسمي للحزب الجمهوري عصام الشابي لـ«المغرب» ومن المنتظر ان تعقد هذه الأحزاب إجتماعا مساء الثلاثاء المقبل لانهاء مناقشة ورقة الاولويات والمضامين التي ستصيغها لجنة الخبراء والمصادقة عليها للتوجه بها في اليوم الذي يليه الى قصر قرطاج.
وينعقد اجتماع موسع يوم الإربعاء 22 جوان 2016 بقصر قرطاج يضم القائمة النهائية للمشاركين في نقاشات المرحلة الاولى من الحوار الوطني لحكومة الوحدة، وهم إتحاد الشغل واتحاد الاعراف واتحاد الفلاحين واحزاب كل من النهضة والنداء وآفاق تونس والوطني الحر وحركة مشروع تونس والمبادرة والجبهة الشعبية وحركة الشعب والمسار والجمهوري.