وذلك على حساب المناطق الداخلية التي شهدت نقصا كبيرا حسب التقرير.
وقد لاحظنا في الرسم البياني لتقسيم الجمعيات حسب نوعية النشاط، غيابا شبه تام للجمعيات الخيرية، حيث لم تتكون خلال الثلاثي الأول للسنة الحالية سوى جمعية خيرية وحيدة، كما لاحظنا ضعفا كبيرا في عدد الجمعيات الشبابية والجمعيات المهتمة بالطفل، حيث لم يتجاوز عددها الثلاث جمعيات، إلى جانب الغياب التام للجمعيات الحقوقية والمواطنية. أسباب الغياب شبه التام للجمعيات الخيرية والغياب التام لأخرى ذات طابع مواطني وحقوقي، كما ذكرها التقرير، تعود أساسا إلى تأثير الإدارة العامة للجمعيات والأحزاب على اختيارات الجمعيات وذلك بطلبها تغيير الأهداف الموجودة بالأنظمة الأساسية.
رئيس المرصد الدولي للجمعيات والتنمية المستدامة محمد الفاضل حمدي أكّد لـ»المغرب» ضرورة توقف الإدارة العامة للجمعيات والأحزاب السياسية عن التدخل والتأثير على إرادة مؤسسي الجمعيات في اختيار الأهداف الخاصة بجمعياتهم، مشيرا إلى أن هناك ضغطا تمارسه هذه الإدارة عند بعث الجمعيات من خلال مناقشتها لأهدافها من أجل تغييرها، ما اعتبره رئيس المرصد انتهاكا خطيرا لحرية تكوين الجمعيات. وقد حاولت «المغرب» الاتصال بالإدارة العامة للجمعيات والأحزاب السياسية لتستوضح أكثر حول هذا الأمر لكن دون نتيجة. أما بالنسبة للضعف الكبير في عدد الجمعيات الشبابية والمهتمة بالطفل فقد أرجع التقرير السبب إلى عدم القدرة على استقطاب الشباب والمرأة في الجمعيات، مؤكدا ضرورة حث الجمعيات على الاهتمام أكثر بفئة الشباب والطفولة، وتأطير الشباب وحثّه على إحداث جمعيات تبلغ اهتماماته، إضافة إلى التعريف أكثر بالجمعيات الحقوقية وإبراز دورها الرقابي، وتحسيس الوزارات المعنية بالشباب والطفولة خاصة وزارة التربية بأهمية الحث على إحداث جمعيات بالفضاءات المدرسية.
نقص كبير للجمعيات بالمناطق الداخلية
يبدو أن مشكلة المناطق الداخلية لا تقتصر على ضعف التنمية والتشغيل، والبنية ....