رئيس الجمهورية والمعارضة واتحاد الشغل وإعادة خلط الأوراق: هل سيتوحد الفرقاء للخروج بمبادرة مشتركة للإنقاذ؟

يبدو أن نتائج الانتخابات التشريعية ليوم 17 ديسمبر الجاري في دورها الأول قد أعادت خلط الأوراق سواء في فضاء الحكم أو في المعارضة أو في المنظمات الوطنية وخاصة الاتحاد العام التونسي للشغل

ويتجلى الخلط الاكبر لدى أقطاب المعارضات واتحاد الشغل والذين استغلوا تدني النتائج وعزوف أغلبية الشعب التونسي عن الاقتراع للتصعيد وأصبح كل طرف يعلن عن مشروع مبادرة للإنقاذ. ولكن الأسئلة المطروحة اليوم هل تتوفر في المبادرات المطروحة اليوم عناصر النجاح؟ وهل سيتوحد الفرقاء للخروج بمبادرة مشتركة للانقاذ؟ المبادرات المعلنة في الأيام الأخيرة مازالت مجرد مشاريع نوايا وفي مرحلة المشاورات ولعل الصورة قد تتوضح أكثر في الأيام القليلة القادمة.
من الأطراف التي تستعد لطرح بديل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، الاتحاد العام التونسي للشغل الذي فرض عليه الوضع الذي تعيش على وقعه البلاد منذ عقد ونيف وعدم مواصلة السكوت وتحمل مسؤوليّته الوطنية والمساهمة مع القوى الوطنية، لإنقاذ البلاد وفق أهداف وطنية واضحة وخارطة طريق مضبوطة، وهو ما شدد عليه في اجتماع مكتبه التنفيذي الموسع، ووفق تصريح أمينه العام فإن الوضع الحالي يستوجب التحرك ودعا النقابيين إلى ضرورة تكثيف العمل الميداني من اجل الاستعداد للعب الدور الوطني المحمول على منظمة في حجم الاتحاد، ليشدد على أن الموقف كان واضحا وهو رفض العودة إلى الوراء ولكن المسار السياسي الذي وقع انتهاجه لا يؤدي إلى إصلاح البلاد، والاتحاد سيقوم بدوره للدفع في اتجاه الإصلاح الشامل .
انطلاق اتحاد الشغل في مشاوراته
يرى اتحاد الشغل أن الوقت قد انتهى ووجه الدعوة إلى رئيس الجمهورية للحوار قبل فوات الأوان، وهو ما جاء على لسان أمينه العام، ويبدو أن الاتحاد قد تخطى مرحلة التصريحات والتحذيرات والتهديدات ليمر بالسرعة القصوى إلى التنفيذ والتحرك على أرض الواقع لينطلق بداية من يوم أمس في مشاوراته من أجل طرح بديل للإنقاذ، حيث التقى يوم أمس الطبوبي مع عميد المحامين حاتم المزيو، لقاء تمّ خلاله التطرق إلى الوضع العام بالبلاد وما آل إليه من صعوبات خاصة اثر نتائج الانتخابات الأخيرة وإفرازاتها مع تدهور الوضعين الاقتصادي والاجتماعي وغياب الرؤية الواضحة، وفق ما جاء في موقع «الشعب نيوز»، واتفق الطرفات على مواصلة التشاور والتنسيق من اجل إنقاذ البلاد من أية انزلاقات لا تحمد عقباها. فالاتحاد وبعد فترة الهدنة المؤقتة قد قرر التحرك بل التصعيد في تحركاته الميدانية انطلاقا من دوره ومسؤوليته الوطنية..
الغنوشي يدعو إلى حوار وطني لا يستثني أحدا
تحرك الاتحاد وجد صدى طيبا عند عدة أحزاب على غرار حركة النهضة، حيث دعا رئيسها راشد الغنوشي في حوار خاص له مع موقع «عربي21» الاتحاد العام التونسي للشغل، إلى الاضطلاع بدوره الوطني ورعاية حوار وطني لا يستثني أحدا، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية. ووفق الغنوشي فإن الفرصة متاحة للمنظمة الشغيلة لتضطلع بدورها التاريخي، وتستجيب لنداء الوطن في بذل الجهد من أجل أن يجلس الجميع على طاولة حوار يخرج البلاد من أزمتها، ويفتح أفق الأمل للتونسيين في خروج بلادهم من مأزقها الاقتصادي، وأزمتها الاجتماعية التي تسببت بها سياسات المتعنت المنقلب.
مبادرة جديدة في الأفق
مبادرة أخرى تمّ الإعلان عنها ومن المنتظر أن يتم طرحها في الأيام القادمة وقبل موعد 14 جانفي المقبل إن تمّ استكمالها والاتفاق على خطوطها، مشروع مبادرة أعلن عنه غازي الشواشي، السياسي المستقيل مؤخّرا من الأمانة العامة لحزب التيّار الديمقراطي، والذي سيكون بمعيّة ثلّة من الشخصيات من مختلف المشارب، وأشار في تصريح له لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إلى أن تكون هذه المبادرة محلّ إجماع من التونسيين، بهدف بلورة خارطة طريق على المدى القصير والطويل لإنقاذ البلاد من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المتردّي الحالي، وبيّن الشواشي أنّ هذه المبادرة لا تهدف إلى توحيد المعارضة ولا تكوين جبهة بل تبحث بالأساس عن «وصفة» لإنقاذ تونس من الأزمة الرّاهنة وإعادة البناء المشترك دون إقصاء. وشدد على أن «الحلّ إمّا يكون جماعيّا أو لا يكون»، مشيرا إلى أنه عند الانتهاء من بلورتها سيقع طرحها على الأحزاب وعلى المنظمات الوطنية وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل.
إرساء تسوية تاريخية بين السياسيين والمدنيين
وقال إنّ المشاورات انطلقت مع بعض الشخصيات لبلورة هذه المبادرة التي ستكون لها أبعاد سياسيّة واجتماعيّة ودستوريّة كذلك، باعتبار أنّ رجال قانون سيضعون تصورا دستوريا لهذه المبادرة من أجل استغلال هذه الأزمة بشكل إيجابي وتحويلها إلى فرصة للإنقاذ والتأسيس لمرحلة قادمة تمتدّ على عشر سنوات أو أكثر عن طريق إرساء تسوية تاريخية بين الفاعلين السياسيين والمدنيين في تونس ستكون مرحلة انتقالية في اتجاه تركيز منظومة جديدة. وعبر عن تفاؤله بهذه المبادرة التي لا يتبنّاها باسمه بل تضمّ لفيفا من الشخصيات الرّاغبة في التغيير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115