اتحاد الشغل والأحزاب الداعمة للرئيس يعدلون موقفهم من مسار 25 جويلية: حلفاء الأمس خصوم اليوم

يوم بعد يوم يفقد رئيس الجمهورية قيس سعيد مساحات كان يستغلها وهاهو يخسر حلفاء وأنصار رافقوه منذ 25 جويلية كل منهم بالصيغة التي تتناسب مع خياراته..

وضع بات اليوم محتدما وأصبحت الأحزاب والأطراف الداعمة له تنتقده بصراحة وحدة وتعتبر أن مساره أصبح مهترئا مع تصاعد وتيرة الانتقادات ضدّ حكومة نجلاء بودن مع المطالبة بضرورة إجراء تحوير وزاري، اليوم وبعد تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية ومقاطعة حوالي 90 بالمائة من التونسيين للانتخابات ضاق الخناق على الرئيس الذي وجد نفسه محاصرا من كل الجهات وسط تزايد رقعة الانتقادات خاصة من قبل الأطراف التي ساندت مسار 25 جويلية مع احتدام الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد،
لا زالت نتائج الانتخابات التشريعية في الدور الأول تثير جدلا واسعا مع تواصل ردود الأفعال المنتقدة لها، وبات العديد من الفاعلين في الساحة يتحدثون عن ضرورة البحث عن بدائل للإنقاذ لتجنب انهيار الدولة، فقد أطلق اتحاد الشغل على سبيل الذكر لا الحصر صيحة فزع إزاء تردي الوضع العام بالبلاد، وسط حالة من الإجماع بأن مسار 25 جويلية قد انحرف عن بوصلته، بحسب ما أكده الناطق الرسمي باسم الاتحاد سامي الطاهري في تصريح له لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، مشيرا إلى أن المشاركين في اجتماع المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد أمس شددوا على ضرورة أن يضطلع الاتحاد بدوره من خلال تصور إنقاذ للخروج بتونس من الأزمة الشاملة التي تشهدها، وأكدوا أن نتائج الانتخابات التشريعية كانت كارثية نظرا لضعف نسبة المشاركة التي شهدت عدم توجه الغالبية الساحقة من المواطنين إلى صناديق الاقتراع.
رسم خط ثالث
تصاعدت وتيرة الانتقادات في اليومين الأخيرين ضدّ الرئيس ولم يعد مصدرها الأقطاب المعارضة له من جبهة الخلاص الوطني والحزب الدستوري الحر وتنسيقية الأحزاب الديمقراطية الخمسة..بل شملت الأطراف التي ساندته منذ 25 جويلية، كحركة الشعب التي بالرغم من فوزها ببعض المقاعد في الدور الأول في تشريعية 17 ديسمبر إلا أن لها بعض المؤاخذات والانتقادات، وقد تولى أمينها العام زهي المغزاوي إبلاغها إلى رئيس الجمهورية خلال لقائه به بعد الإعلان عن النتائج الأولية، حيث أكد ووفق ما جاء في تصريحات إعلامية لهيكل المكي أن المغزاوي أكد لسعيد على وجوب استخلاص الدروس من ضعف المشاركة في الانتخابات وعلى أن الحكومة الحالية حكومة فاشلة وعليها الرحيل، وشدد المكي على ضرورة أن تجتمع القوى الوطنية واتحاد الشغل وأن تقصي من أجرم في حق البلاد ورسم خط ثالث وهو الخط الحقيقي لمسار 25 جويلية وأول شروط هذا الخط رحيل حكومة نجلاء بودن.
حكومة كفاءات سياسية
موقف حركة الشعب لا يبتعد كثيرا عن موقف حركة تونس إلى الأمام التي تعدّ من مساندي الرئيس ومسار 25 جويلية، حيث دعا أمينها العام عبيد البريكي رئيس الجمهورية إلى التشاور مع الخبراء، لتقييم الوضع ووضع تصور وبرنامج للخروج من هذه الأزمة، وإجراء تحوير وزاري، قائلا» في المرحلة الحالية، البلاد تحتاج حكومة كفاءات سياسية، تقدم تصورا للخروج بالبلاد من الأزمة التي تمر بها» وشدد البريكي في تصريح لـ«اكسبراس أف أم» على أن الرئيس يجب أن يتعامل مع الأطراف الاجتماعية، ومع جميع الخبراء، مهما كان انتماءاتهم السياسية، وأن يفتح جميع الملفات بعمق، وتجنب القنابل الموقوته. وعبّر البريكي، عن خشيته، من أن تكون نسبة، المشاركة في الدور الثاني للانتخابات التشريعية أيضا ضعيفة، متوجها بالقول للرئيس الدولة «يجب أن تخرج للشعب، وتؤكد بأن المرحلة القادمة، مرحلة بناء اقتصادي بامتياز، والانفتاح على المنظمات الاجتماعية، حتى يقبل المواطن التونسي على الدور الثاني من الانتخابات التشريعية». وأضاف أن مسار 25 ببعض الممارسات، أصبح مهترءا نسبيا، بينما كان يمكن أن يتقدم إلى الأمام وبشكل كبير.
غضب الشعب التونسي على مسار 25 جويلية
من جانبه، دعا رئيس المكتب السياسي لحراك 25 جويلية عبد الرزاق الخلولي في تصريحات إعلامية، رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى إقالة حكومة نجلاء بودن وجميع الولاة وتكوين حكومة سياسية تترأسها كفاءات مسار 25 جويلية وأبناء حراك 25 جويلية ، مشيرا إلى أن هذه الدعوة تأتي لما تمّ تحقيقه من نسب مشاركة ضئيلة في الانتخابات التشريعية في دورها الأول، والتي تكشف عن غضب الشعب التونسي على مسار 25 جويلية ورئيسي الجمهورية والحكومة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115