كلمته خلال إدلائه بصوته أثارت جدل من إمكانية خرق الصمت الانتخابي: قيس سعيد يرد على خصومه ويوجه رسالة إلى المترشحين

توجه أمس الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس نواب الشعب القادم، ولئن كان نسق الإقبال في الساعات الأولى من الصباح بطيئا الا إنه سرعان

ما ارتفع بعد منتصف النهار ولو بنسب متفاوتة في الدوائر الانتخابية، وقد وصفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نسب المشاركة بالايجابية، وتختلف الانتخابات هذه السنة تماما عن الانتخابات السابقة على جميع المستويات، من القانون الانتخابي إلى المناخ العام السائد في البلاد إلى مقاطعة الأحزاب المعارضة للرئيس إلى غياب التنافس بين المترشحين وعدم وجود مرشحين في 7 دوائر انتخابية في الخارج، انتخابات تحرص هيئة الانتخابات وخاصة رئيس الجمهورية على إنجاحها للردّ على كل المنتقدين والخصوم والمشككين ولعل الرسالة التي وجهها أمس قيس سعيد إلى المترشحين وكل التونسيين خلال الإدلاء بصوته في مركز الاقتراع بحي النصر بالعاصمة خير دليل على ذلك.
تحول أمس رئيس الجمهورية قيس سعيد وحرمه إلى المدرسة الابتدائية حي النصر 1 للإدلاء بصوتيهما في الانتخابات التشريعية، ليوجه فيما بعد برسالة إلى كافة الناخبين والناخبات والى كل المترشحين جاء فيها «في يوم ذكرى عيد الثورة هذه فرصتكم التاريخية لا تفوتوها واحتكموا إلى ضمائركم وحدها حتى تستردوا حقوقكم المشروعة في العدل والحرية وأسقطوا الأقنعة عن الوجوه التي لبسوها.. أنتم وحدكم باختياركم الحر ووعيكم بكل التحديات قادرون على المضي قدما لنضع معا تاريخا جديدا ولنصنع اليد في اليد تاريخا جديدا في بلادنا وليتذكر الذين سيتم انتخابهم أو في الدورة القادمة، إن تم اللجوء إلى دورة ثانية، أنهم سيبقون تحت رقابة ناخبيهم فإذا تنكروا لمن انتخبهم ولم يعملوا صادقين لتحقيق ما وعدوا به ناخبيهم فوكالاتهم بالإمكان سحبها كما ينص على ذلك القانون الانتخابي».
يوم تاريخي بكل المقاييس
وتابع رئيس الجمهورية قوله «اصنعوا تاريخكم بأنفسهم يا أبناء الشعب التونسي فلتكن السيادة للشعب لتحقيق الحرية والكرامة وتركيز سيادة تونس حتى تصدر القوانين من المجلس النيابي القادم مُعبرة عن رغبات وتطلعات شعبنا في العزة والحرية والكرامة..إنه يوم تاريخي لانتخاب أعضاء هذا مجلس نواب الشعب قبل انتخاب مجلس الجهات والأقاليم، فلتكونوا في موعد مع التاريخ لنصنع معا تاريخا جديدا، توكلوا على الله واعملوا من اجل أن نقطع مع هؤلاء الذين نهبوا البلاد وخربوها ونصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب التونسي بطريقة اقتراع بائدة كما أثبتت التجربة ذلك..يوم تاريخي بكل المقاييس تمّ تحديد هذا الموعد واحترامه بالرغم من كل العقبات وبالرغم من هذه الأقنعة التي لبسها البعض في وسائل الإعلام وقدم نفسه أنه في المسار ولكنه خارج مسار التصحيح وخرج الـ25 من جويلية من سنة 2021 ، لا تحتكموا إلا إلى ضمائركم ولا يغرنّكم أبدا خطاب هؤلاء المشككين والذين وضعوا أقنعة على وجوههم واندسوا بين صفوفكم انتبهوا إليهم وانتبهوا خاصة لمن يدفع الأموال لشراء الذمم لأنهم لا يعتبرون المواطن مواطنا بل ورقة اقتراع توضع في صندوق الاقتراع... سنصنع تاريخا جديدا لتونس، تاريخ يعيش فيه كل التونسيين أحرارا، يجد كل واحد منهم حقه في وطنه وفي التعليم والصحة والنقل والضمان الاجتماعي التي تمثل مطالب التونسيين التي يجب أن تتحقق في المجلس القادم قبل انتخابات المجلس الثاني المتصل بانتخابات مجلس الجهات والأقاليم».
خرق الصمت الانتخابي
الكلمة التي توجه بها رئيس الجمهورية خلال الإدلاء بصوته يوم الاقتراع أثارت جدلا اذا اعتبرت خرقا للصمت الانتخابي باعتبار أن فترة الصمت الانتخابي تشمل يوم الصمت الانتخابي ويوم الاقتراع إلى حدّ غلق آخر مكتب اقتراع بالدائرة الانتخابية، وحسب تأكيدات سابقة لهيئة الانتخابات فإن خرق الصمت الانتخابي يعتبر جريمة جزائية وان بإمكان الهيئة إحالتها على النيابة العمومية . ويواجه كل مخالف حسب نصّ أحكام الفصل 69 من المرسوم المتعلق بالانتخابات والاستفتاء خطية مالية تتراوح بين 3 آلاف دينار و 20 ألف دينار.
الهايكا ستنظر في محتوى كلمة الرئيس
من جانبه، أكد النوري اللجمي رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري «الهايكا» أن مجلس الهيئة سيتولى مناقشة محتوى الكلمة التي ألقاها أمس رئيس الجمهورية قيس سعيد عبر القناة الأولى والتدقيق فيها لمعرفة ما إذا كان هناك خرق للصمت الانتخابي. وأكد اللجمي في تصريح له لـ«ديوان اف أم» أن يجب أولا معرفة الفلسفة التي يقوم عليها الصمت الانتخابي وهو يوم أمس ويوم الاقتراع ومن المفروض ألا يتم الحديث عن العملية الانتخابية حتى لا يتم التأثير على الناخبين، مشيرا بالنسبة لتدخل رئيس الجمهورية إلى أنه سيتم النقاش حوله صلب مجلس الهيئة لأنه يتعين التدقيق في محتوى الخطاب لكن عموما في الدول الديمقراطية لا تكون هناك تدخلات بمثل ذلك الطول فالرؤساء عادة ما يؤدون واجبهم دون تدخلات طويلة، مشددا على أنه لا يمكن أن يحكم قبل النظر في المسالة صلب المجلس للتدقيق والتحري .
مخالفة القانون تكون في صورة وجود دعاية انتخابية
في المقابل، أكد بوعسكر، بخصوص كلمة الرئيس وان كانت تتنزل في إطار خرق الصمت الانتخابي أن الخطاب الذي يدعو الناس إلى الاتجاه إلى صناديق الاقتراع يعد « محمودا » ودور الهيئة هو دعوة الناس إلى الإقبال على المشاركة في عملية التصويت وآي طرف آخر سواء كان مجتمع مدني أو صحفيين أو مسؤول فبإمكانه دعوة المواطنين للتصويت، مبينا أن مخالفة القانون تكون في صورة وجود دعاية انتخابية لأي مترشح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115