جبهة الخلاص وخماسي الأحزاب في مسيرتين منفصلتين يوم 10 ديسمبر: «العدو» واحد ونفس المكان والتوقيت ولكن «الوحدة» تبقى بعيدة

اختارت الأحزاب المعارضة لرئيس الجمهورية قيس سعيد النزول مجددا إلى الشارع يوم السبت 10 ديسمبر الجاري لمواصلة الضغط أي قبل أسبوع فقط

من موعد الانتخابات التشريعية المقررة يوم 17 ديسمبر الجاري، وسيكون شارع الحبيب بورقيبة نقطة التقاء جبهة الخلاص الوطني ومجموعة الأحزاب الخمسة الديمقراطية رغم أن الدعوتين للتظاهر كانتا منفصلتين، دعوتان اختلفت نقطتا انطلاقهما، الأولى انطلاقا من ساحة العملة والثانية انطلاقا من ساحة الباساج إلا أن خط سيرهما سيتجه إلى شارع الحبيب بورقيبة مع الاشتراك في نفس التوقيت على الساعة الحادية عشرة صباحا كما تشتركان في نفس الدوافع والأهداف والشعارات أي معارضة الرئيس قيس سعيد وإسقاط مشروعه ورفض الانتخابات التشريعية، علما وأن خماسي الأحزاب وجبهة الخلاص الوطني من بين الأطراف التي تقاطع الانتخابات.
تواصل أحزاب المعارضة تحركاتها التصعيدية من أجل إسقاط مشروع الرئيس قيس سعيد ولو بالمسيرات والتحركات المنفصلة وبطرق مختلفة، فجبهة الخلاص الوطني التي تضم عددا من الأطراف السياسية وحركة النهضة والأحزاب المساندة لها دعت إلى تنظيم مسيرة يوم 10 ديسمبر تحت شعار «مسيرة الإنقاذ ضدّ الانقلاب « انطلاقا من ساحة العملة باتجاه شارع الثورة (الحبيب بورقيبة) لتأكيد تمسّك الشعب التونسي بقيم الحرية وحقوق الإنسان والكرامة البشرية ومبادئ الديمقراطية و«رفضا للانقلاب والتسلّط»، و«رفضا لمسرحية الانتخابات المغشوشة مع الدعوة إلى مقاطعتها»، وفق ما نشرته على صفحتها الرسمية على «الفايسبوك».
تزامنا مع إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان
سيكون شارع الحبيب بورقيبة يوم السبت القادم نقطة التقاء الأطراف المعارضة للرئيس قيس سعيد وهي اطراف متعادية ومن الصعب جدا أو من المستحيل أن تتقارب في تظاهرة ومسيرة واحدة بالرغم من أن «العدو واحد»، فإلى جانب جبهة الخلاص الوطني، تستعد الأحزاب الخمسة، العمال والجمهوري والتيار الديمقراطي والتكتل من اجل العمل والحريات والقطب، لتنظيم تظاهرة في نفس اليوم وفي نفس التوقيت وفي ذات نقطة الوصول للدفاع عن الديمقراطية ورفض المهزلة الانتخابية وصون الحقوق والحريات العامة والفردية، وفق ما جاء في بيان الدعوة للمشاركة في هذه التظاهرة والتي تتزامن مع إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تظاهرة ستنطلق من أمام حديقة «الباساج» في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة على الساعة الحادية عشرة صباحا تحت شعار» حريات، حريات..دولة الاستبداد وفات».
التعبير عن الرفض والغضب
وفق ما أكده الأمين العام للتيار الديمقراطي غازي الشواشي لـ«المغرب» فإن التظاهرة التي دعت إليها الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية الخمسة تأتي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف يوم 10 ديسمبر وبسبب الأزمة التي تعيش على وقعها البلاد على جميع المستويات والتعبير عن رفضهم للمنظومة القائمة والانتخابات التي وصفوها بـ«المهزلة» والدفاع عن الحقوق والحريات وهي مكتسبات ناضلت من أجلها أجيال وكرستها الثورة، وأضاف أنه تمت دعوة الشعب التونسي بكل أطيافه للمشاركة فيها بكثافة والتعبير عن غضبهم ورفضهم لمنظومة وخيارات قيس سعيد بصفة سلمية وفي إطار القانون وقد تولى خماسي الأحزاب إعلام وزارة الداخلية بهذه التظاهرة التي لن يتم خلالها رفع شعارات حزبية بل شعارات وطنية في ظل غياب عدة مواد أساسية.
انعدام أي التقاء مع جبهة الخلاص
كما شدد الشواشي على عدم وجود أي تنسيق مع جبهة الخلاص الوطني، فمسيرة خماسي الأحزاب تختلف في مسارها عن مسيرة الجبهة خاصة على مستوى نقطة الانطلاق بالرغم من الاشتراك في نقطة الوصول أي شارع الحبيب بورقيبة، مشيرا إلى أن الشارع ليس ملكا لأي أحد بل ملك الشعب التونسي ومن حق الجميع التظاهر ورفع الشعارات التي يريدونها ونفس الشيء للأحزاب الخمسة، فشارع الحبيب بورقيبة شاسع ويمكن أن يضمّ{ كافة الأطياف السياسية، والأمر المؤكد بالنسبة لهم هو عدم وجود أي اختلاط مع جبهة الخلاص. كما أشار محدثنا إلى أن هناك أطراف أخرى من جمعيات وشخصيات وطنية وأحزاب ستشارك خماسي الأحزاب في تظاهرة 10 ديسمبر وفي الساعات المقبلة ستتضح الصورة أكثر وستعلن عن مشاركتها . وبين محدثنا أن خماسي الأحزاب رفضوا أن يكون موعد التظاهر يوم 17 ديسمبر أي يوم الاقتراع من أجل عدم الظهور في مظهر التشويش لإفساد العرس الانتخابي، ليشدد على أنهم ضدّ منظومة قيس سعيد وليسوا ضدّ أشخاص، كما أن هذا التاريخ وهو رمزي بالنسبة للبلاد تاريخ اندلاع الثورة.
توجيه رسائل إلى سعيد
وأضاف الشواشي أننا نعيش اليوم في انتهاك ممنهج للحقوق والحريات والنزول يوم 10 ديسمبر لرمزية هذا التاريخ ولتوجيه رسائل قوية إلى قيس سعيد من أجل أن يأخذها بعين الاعتبار لأنه يسير في مسار تدمير الدولة التونسية، ليشدد على أن الضغط سيأتي أوكله مهما طالت المدة والانجازات لن تتحقق إلا في إطار ديمقراطي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115