بودن تطلع الرئيس على نتائج زيارتها «القصيرة وغير المعلنة» إلى الجزائر: البحث عن الدعم الاقتصادي والسياسي استعدادا للانتخابات التشريعية المرتقبة

أثارت الزيارة التي قامت بها رئيسة الحكومة نجلاء بودن المفاجئة والقصيرة إلى الجزائر-والتي امتدت ليوم فقط- العديد من الاستفهامات والتساؤلات حول الأسباب والتوقيت

والأهداف خاصة وأنها أتت بعد أكثر من أسبوع من اللقاء الثنائي الذي تمّ على هامش القمة الفرانكفونية بين رئيس الجمهورية قيس سعيد والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كذلك بعد يومين من زيارة رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري، مبعوثا خاصا من الرئيس الجزائري، لقاء تمّ خلاله متابعة مخرجات القمة العربية الأخيرة المنعقدة بالجزائر، واستعراض جملة من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك الى جانب فتح آفاق واعدة للتعاون وفق رؤى وتصورات جديدة، فضلا عن تعميق الحوار وتكريس سنة التشاور المتواصل والتنسيق المستمر.
كانت زيارة بودن إلى الجزائر محور لقائها أمس مع قيس سعيد، حيث اطلعت بودن الرئيس نتائج زيارتها والتي تأتي في إطار العلاقات المتميّزة والوطيدة والراسخة في التاريخ التي تربط بين البلدين الشقيقين. كما تم التطرّق، بالمناسبة، إلى الوضع العام في البلاد وسير عمل جملة من المرافق العمومية، وذلك وفق بلاغ الرئاسة الذي لم يكشف عن أية تفاصيل إضافية حول الزيارة غير المعلنة لرئيسة الحكومة إلى الجزائر، كما أن الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة لم تتحدث عنها ولم تذكرها أصلا، وقد كشفت معطياتها بعض وسائل الإعلام الجزائرية والصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية الجزائرية.
تنشيط آليات التعاون الثنائي
تعد الزيارة التي قامت بها بودن الثانية منذ توليها المهام إلى الجزائر، والزيارة التي قامت بها أول أمس والتي استمرت ليوم فقط وصفها العديد من الفاعلين بـ«المفاجئة»، مما جعلها محورا لعدة تأويلات، زيارة التقت خلالها رئيسة الحكومة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بحضور الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، ووزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية عبد العزيز خلف، وعن الجانب التونسي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي. كما أجرت بودن محادثات مع الوزير الأول الجزائري بن عبد الرحمان، «سمحت بالإشادة عاليا بعمق علاقات الأخوة والتضامن التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين مع استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي على ضوء توجيهات قائدي البلدين الرامية إلى تحقيق المزيد من التكامل الاستراتيجي والتنمية المتضامنة والمندمجة». وأوضح بيان لمكتب الوزير الأول الجزائري، أن الطرفين جددا «عزمهما على تنشيط آليات التعاون الثنائي ومتابعة مختلف المشاريع المشتركة وتعزيز المبادلات الاقتصادية، لاسيما خلال الاستحقاقات الثنائية المقبلة، وعلى رأسها اللجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-التونسية».
تفعيل اللجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-التونسية
ووفق بعض الوسائل الإعلامية الجزائرية تمّ خلال الزيارة الاتفاق على الإسراع في إعادة تفعيل اللجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-التونسية التي تعطلت أشغالها منذ سنوات إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتفعيل اتفاقيات سابقة في عدة مجالات إلى جانب مواصلة حشد الدعم العربي وخاصة الجزائري للموعد الانتخابي القادم أي الانتخابات التشريعية المقررة يوم 17 ديسمبر المقبل، موعد انتخابي كان محلّ عدة انتقادات وتشكيك قاطعته أغلب الأحزاب السياسية المعارضة للرئيس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115